بقلم دكتورة / سماح باقي
بينما تتجه أنظار العديد من دول العالم نحو الحروب العسكرية والنزاعات السياسية والاقتصادية، التقليدية والذكية على حد سواء، يلوح في الأفق تهديد خفي من نوع جديد ، تهديد لا يُرى بالعين المجردة، لكنه، إن كتبت له الحياة، قادر على قلب موازين القوى الاقتصادية وتشكيل عالم جديد من الهيمنة والسيطرة ، إنه مشروع يعرف ب *HAARP*، البرنامج الأمريكي الغامض الذي يثير منذ سنوات علامات استفهام متزايدة حول حقيقته وأهدافه!!!!!!!!؟

فهل يمكن أن يكون التلاعب بالمناخ هو السلاح القادم في الحرب الاقتصادية؟ وكيف يمكن لمشروع كهذا أن يعيد رسم خريطة السياسة و الاقتصاد العالمي؟
*ما هو مشروع HAARP؟*
على الرغم من أن مشروع HAARP هو اختصار لـ **High-Frequency Active Auroral Research Program* فإن المفارقة أن اختصار إسم المشروع إذا ما نطق باللغة العربية كان *” حرب”* هذا المشروع الذي يُعرف بأنه برنامج بحثي أنشأته الولايات المتحدة في تسعينيات القرن الماضي لدراسة طبقة الأيونوسفير، عبر استخدام موجات راديوية عالية التردد. ورغم أن المشروع يقدم كأداة علمية خالصة، فإن كثرة النظريات و المصادفات المرتبطة به جعلته محلًّا للجدل والريبة
هل ثمة علاقة بين المناخ والاقتصاد؟
المناخ، ببساطة، هو العمود الفقري للعديد من القطاعات الاقتصادية الحيوية.
أيّ اختلال فيه يؤدي إلى كوارث منها *تدمير المحاصيل الزراعية* مما يرفع أسعار الغذاء عالمياَ و *تعطيل الموانئ والمطارات* بفعل الكوارث المناخية، مما يعيق التجارة الدولية، فضلا عن *تأثر إنتاج الطاقة**، سيما في الدول التي تعتمد على المصادر الطبيعية مثل الطاقة الشمسية أو الكهرومائية.
وإذا ما تولدت قدرة على **إثارة فيضانات أو تجفيف منابع أو توجيه الأعاصير*، فإن التأثير الاقتصادي سيكون هائلًا، ليس على الدول المستهدفة فقط، بل على الاقتصاد العالمي ككل.
*سيناريوهات الهيمنة المناخية: ونظرية المؤامرة.*
تأخذ هذه السيناريوهات من وجهة نظر أصحاب نظرية المؤامرة (أمثالي) عدة صور منها:
1. *إغراق مناطق زراعية حيوية*
إذا تعرّضت دول زراعية لفيضانات متعمدة، فإن إنتاجها الزراعي سيتراجع، مما يُحدث نقصًا في السوق العالمية ويدفع الدول الأخرى إلى التوجّه نحو موردين “بدلاء”، قد يكونون في دول اخرى ذات نفوذ سياسي معين.
2. *تعطيل سلاسل الإمداد*
ضرب الأعاصير أو الأمطار العنيفة في مناطق عبور حيوية، يمكن أن تتوقف حركة البضائع، ويؤدي ذلك إلى *اضطراب في الأسعار* متاثراً بدالة العرض والطلب وخلق بيئة اقتصادية تخدم مصالح معينة.
3. *تجفيف مصادر الطاقة*
فالدول التي تعتمد على السدود أو على مواسم الأمطار قد تواجه أزمات طاقة خانقة إذا ما تم توجيه الجفاف إليها عمدًا، هذا يُضعف بدوره صناعتها ويجعلها أكثر اعتمادًا على قوى اقتصادية كبرى.
هل من مكاسب إقتصادية محتملة؟
في حال صحت هذه الفرضيات، فإن الدول التي تمتلك أدوات التحكم بالمناخ قد تحقق بعض المكاسب من أمثال *التفوق في أسعار التصدير**، حيث تكون قادرة على توفير السلع في أوقات الأزمات، و*جذبها للاستثمارات العالمية* باعتبارها الأكثر استقرارا.
فضلاً عن *التحكم بأسواق الغذاء والطاقة*، عبر تعطيل منافسيها وتسويق نفسها كمنقذ أو بديل استراتيجي.
*بين العلم ونظرية المؤامرة*
رغم أن العلماء ينفون امتلاك HAARP للقدرات الخارقة المنسوبة إليه، إلا أن كثرة “المصادفات” المناخية التي تأتي بعد أزمات سياسية أو تهديدات دولية تغذي بشدة هذه النظريات وتطرح أسئلة مشروعة تحتاج لإجابة…….
هل تغير المناخ بفعل الطبيعة وحدها؟ أم أن هناك أصابع خفية تعبث بالغيوم، وتعيد تشكيل التضاريس الاقتصادية كما تعيد تشكيل السحب في السماء؟
*وماذا عن مصر؟ زلازل مفاجئة، أمطار غزيرة، ورياح عاتية… هل هناك ما يدعو للقلق؟*
في الأسابيع الأخيرة، شهدت *مصر* سلسلة من الظواهر الجوية و الجيولوجية ، أثارت تساؤلات و جدلاً واسعا بين المواطنين والمحللين على حد سواء.
فما بين *زلازل خفيفة متكررة* في مناطق غير معتادة على النشاط الزلزالي
و *عواصف ترابية ورياح شديدة* بشكل مفاجئ و *هطول أمطار غير متوقع* في مواسم تعتبر جافة نسبياً واضطراب واضح في *حالة الطقس اليومية* ظواهر دفعت الكثيرين للتساؤل:
*هل نحن أمام تغيّر مناخي* طبيعي؟ أم هناك “تدخل صناعي” يُحدث خللاً في الأنظمة المناخية والإيكولوجية ؟
إذا أخذنا بعين الاعتبار الفرضية القائلة بأن بعض الدول تستخدم تقنيات متقدمة للتأثير على المناخ، فإن تكرار الظواهر الجوية غير المعتادة في دولة كمصر – ذات موقع استراتيجي بالغ الحساسية – يفتح باباً للتأمل والتساؤل.
مصر، التي تعد من أكثر الدول تأثيراً في الملاحة الدولية عبر *قناة السويس*، وذات علاقات تجارية إقليمية وعالمية قوية، قد تكون هدفاً محتملاً لأي مشروع يسعى لإعادة تشكيل خريطة الاقتصاد والمنافسة.
العاصفة الترابيةمن شأنها ان تُعطل الملاحة أو تغلق مطارات لعدة ساعات.
والأمطار الغزيرة قد تُفسد محاصيل زراعية وتُكلّف الدولة ملايين الجنيهات في البنية التحتية.
الزلازل حتى لو كانت خفيفة، تُسبب هلعًا، وتُؤثر في ثقة المستثمرين وتوجّه السوق نحو الحذر.
*هل هناك مبالغة؟*
قد يرى البعض أن هذا الربط مجرد مبالغة أو توظيف سياسي للمناخ، لكن الواقع يثبت أن المناخ يمكن ان أصبح سلاحًا ناعمًا، وقد تُستخدم هذه الأحداث كوسائل ضغط غير مباشرة على دول تحاول فرض توازن في ملفات إقليمية أو اقتصادية معينة، ولنا في الحروب البيولوچية وتخليق الڤيروسات مثالاً سابقاً !!!!
*مصر بين المواجهة والتحدي*
مهما كانت الأسباب، فإن ما يحدث يفرض على مصر
✅*الاستثمار في تقنيات التنبؤ المناخي والمراقبة الجوية*
✅*تعزيز بنية الطوارئ والاستجابة السريعة**
✅*الانفتاح على التحالفات التكنولوجية* لتقليل الاعتماد المناخي على العوامل الخارجية
فالمناخ لم يعد شأناً بيئيًا فقط، بل **أصبح أداة في لعبة الشطرنج الجيوسياسية**.
إن مشروع HAARP – سواء كان أداة بحثية أو سلاحًا مناخيًا – يسلّط الضوء على *عصر جديد من الصراعات غير التقليدية**، حيث لم تعد الحروب تُخاض بالصواريخ والدبابات، بل *بالترددات الكهرومغناطيسية* والتقنيات الذكية.
ففي هذا العالم المتغير، لم يعد المناخ مجرد حالة جوية… بل **وسيلة ضغط اقتصادي وسياسي** قد ترسم ملامح المستقبل بطريقة لم نعهدها من قبل.

























