كتب المهندس/ وليد حجاج
خبير أمن المعلومات و الملقب اعلاميا بصائد الهاكرز
مستشار الهيئة العليا لتكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني
إيران والهجمات السيبرانية: لماذا تُصنّف ضمن أقوى 10 قوى رقمية هجومية في العالم؟
في زمن الحروب غير التقليدية، لم تعد القوة تُقاس بعدد الطائرات أو الدبابات فقط… بل بمدى قدرتك على إطفاء أنوار مدينة، أو شلّ بنك، أو تعطيل ميناء دون إطلاق رصاصة واحدة.
ما الذي يجعل إيران من بين أقوى 10 دول هجوميًا في الفضاء السيبراني؟
لأنها أدركت مبكرًا أن الإنترنت ساحة حرب بديلة. عبر دعم حكومي مباشر، ودمج وحدات الاختراق بالمنظومة الأمنية والعسكرية، استطاعت طهران بناء ذراع رقمية تضاهي خصومًا مثل أمريكا وإسرائيل، دون الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة.
هل هناك استثمار ممنهج في الكوادر الشابة والجامعات؟
نعم، وبقوة. من جامعات مثل شريف وأمير كبير، إلى هاكاثونات النخبة، يتم اصطياد المواهب وتوجيهها مباشرة إلى الوحدات السيبرانية التابعة للحرس الثوري أو الاستخبارات. هكذا يُبنى “جيش رقمي” من الداخل، باعتماد ذاتي.
🛰 ما مدى ارتباط هذه الوحدات بالحرس الثوري؟
الارتباط عضوي، وتنسيقي كامل. كثير من العمليات نُفّذت من داخل قواعد للحرس الثوري. وهناك أدلة على استخدام منصات رقمية خاضعة للرقابة العسكرية.
هل هذه “صناعة محلية”؟
نعم بنسبة كبيرة. العقوبات دفعت إيران لتطوير أدواتها: من البرمجيات إلى الشبكات. صحيح أن هناك دعمًا تقنيًا محدودًا من الصين وروسيا، لكن البنية السيبرانية إيرانية النكهة… والمحرك.
ماذا عن الهجمات؟ مجرد تخريب؟
ليس تمامًا. الأهداف دائمًا رمزية: بنوك، موانئ، كهرباء… إنها رسائل مشفّرة تقول: “نستطيع إرباككم في العمق، دون حرب.”
هل تُعتبر الحرب السيبرانية وسيلة نظيفة للردع؟
نعم، فهي دون دماء، لكنها قادرة على شلّ قطاعات حيوية بالكامل. إيران تستخدمها كـ”سلاح الفقراء” الذكي، لتفرض توازن ردع غير متماثل.
هل هذه الهجمات أشبه بـ”ضربات جراحية”؟
تمامًا. تُنفّذ بدقة، تستهدف نقاط ضعف محددة، وتُربك دون صراخ. استراتيجية فعالة دون ضجيج الحرب.
ماذا تفهم إسرائيل من استهداف البنوك والمرافئ؟
أن إيران تفهم البنية التحتية جيدًا، وتعلم أين تضرب كي تُحدث أذى اقتصادي ونفسي واسع، دون الحاجة لصاروخ واحد.
هل هناك عمليات لم يُعلَن عنها؟
نعم. تقارير استخباراتية غير منشورة تتحدث عن اختراقات لملفات داخلية، مراقبة مرورية، وحتى أنظمة صحية إسرائيلية… لكن الرقابة تمنع نشرها تفاديًا للذعر.
🛡 هل تسعى إيران للهجوم أم الردع؟
الاثنين. الهدف ليس فقط التخريب، بل خلق توازن ردع رقمي يُجبر الطرف الآخر على التفكير مرتين قبل أي تصعيد عسكري.
🚀 هل الردع الرقمي بديل عن الصواريخ؟
أحيانًا، نعم. عبر الاختراقات، تستطيع إيران الضغط على خصومها اقتصاديًا ونفسيًا، وتحقيق مكاسب دون حرب شاملة.
💡 عندما يقول الإسرائيليون “نخاف من العتمة”… ماذا يعنون؟
الخوف ليس فقط من الظلام، بل من انهيار الثقة. الكهرباء تعني المستشفيات، القطارات، الاقتصاد… والانقطاع يعني أن التفوق التقني الإسرائيلي ليس محصنًا.
⚡️ هل الهجوم على الكهرباء أخطر من قاعدة عسكرية؟
أحيانًا نعم. لأن الكهرباء تُسيّر الحياة اليومية. ضربها يُصيب المجتمع بالكامل، لا فقط الجيش.
🧪 هل هناك فشل في التحصين داخل إسرائيل رغم التفوق التقني؟
نعم. لأن الهجوم السيبراني لا يحتاج إلى جيش، بل إلى عقل موهوب وجهاز متصل بالإنترنت.
🌐 كيف طورت إيران “شبكة الإنترنت الوطنية” رغم الحصار؟
الحصار كان دافعًا. بدأت بتطوير شبكة مغلقة، شبه مستقلة، تتحكم بها داخليًا. إنها سيادة رقمية بامتياز.
🔒 هل طورت إيران أنظمة تشغيل خاصة بها؟
نعم، خاصة لأغراض حكومية وعسكرية، مبنية غالبًا على نُسخ مفتوحة المصدر جرى تعديلها لتقليل الاختراق أو العقوبات.
🧨 ما الذي يجعل الهجوم الرقمي سلاح رعب؟
لأنه لا يُرى… لا يُتوقّع… يمكن أن يحدث في أي لحظة، من أي مكان، وبدون إنذار.
💭الهجوم الرقمي الإيراني ليس مجرد تقنية… إنه استراتيجية ردع كاملة. صُمّمت لتُربك، تُرعب، وتُعيد الحسابات… دون أن تُطلق طلقة واحدة.

























