✍️ بقلم دكتورة / سماح باقي
> حين تعجز السياسة عن توحيد صف العرب والمسلمين المتناثر خلف مصالح زائفة ، قد تفلح الطاقة في إشعال شرارة الاصطفاف.
في عالم تتغير فيه موازين القوى بقدر تغير معادلات الردع، يطل سؤال ملحّ برأسه إلى واجهة الجدل الجيوسياسي: هل يمكن أن تكون الطاقة النووية ـ لا العقيدة ولا اللغة ـ هي ما يجمع العرب والمسلمين في تحالف استراتيجي جديد؟ أم أنها أحلام صيف تنتابنا من شدة التأثر؟!!!!
لسنوات طويلة، حملت الجماهير العربية والإسلامية حلم “الوحدة الكبرى”، ولكننا لم نراها إلا في اوبريت ( وطني حبيبي ) عام ١٩٦٠ و أغنية ( الحلم العربي ) عام ١٩٩٥ ،إذ جمعا هذان العملان مطربي الوطن العربي من كل الدول تقريبا، بينما الوحدة الحقيقية تكسرت على صخور القُطْرية، والصراعات البينية، والتدخلات الأجنبية.
فمن مشروع “الوحدة الثلاثية” إلى منظمة التعاون الإسلامي، ظلت الجغرافيا تتقدم، و الإرادة السياسية تتراجع، إلا أن مشهد اليوم، في ظل تصاعد الحرب الإسرائيلية الإيرانية، يعيد تشكيل خرائط جديدة……خرائط تبدأ من المفاعلات النووية لا من المنابر السياسية.
☢️ إيران وإسرائيل… نيران حرب تشتعل بزعم القنبلة النووية ( الديكتاتورية)
منذ أيام، تتصاعد وتيرة الصراع بين سرائيل وإيران في مشهد يكاد ينفجر إقليميًا. القصف المتبادل، والعمليات السيبرانية، والهجمات على البنية التحتية الحيوية، تشير إلى أن الصراع دخل مرحلة كسر عظم نووي، وليس مجرد تهديدات.
إسرائيل، التي تُعتبر قوة نووية فعلية (وإن غير معلنة رسميًا)، تنظر بقلق إلى تقدم البرنامج النووي الإيراني، بالمقابل، تعتبر طهران امتلاكها القدرة النووية ضمانة لبقائها واستقلال قرارها السياسي في وجه الحصار والعزلة.
هذا التوتر ألقى بظلاله على العالم العربي، الذي يقف – كعادته – في المنتصف المميت مهددًا وغير محصن من حرب مماثلة
🔬 أين العرب من هذه المعادلة النووية؟
رغم أن بعض الدول العربية تمتلك مقومات علمية ومالية، إلا أن أي مشروع نووي عربي يظل فرديًا ومبعثرًا. السعودية تسعى لبناء مفاعلات سلمية، ومصر لديها برنامج نووي تاريخي توقف مرارًا، والإمارات دشنت أول محطة نووية في العالم العربي لأغراض سلمية.
لكن في ظل اشتداد الصراع النووي في الإقليم، بات السؤال أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى
> “هل يمكن أن توحّدنا الضرورة النووية حيث فشلت اللغة والهوية؟
💡 اليورانيوم… لغة جديدة للوحدة؟
ما يجمع بين الدول العربية والإسلامية من تحديات وجودية (الاحتلال، التفكك، الحصار، التبعية الأمنية) قد يكون اليوم هو الدافع الحقيقي للتحالف النووي الإسلامي
نحن لا نتحدث فقط عن “قنبلة إسلامية عربية “، بل عن
* مركز بحثي نووي مشترك
* منظومة تعاون استخباري وتكنولوجي في المجال الذري
* إستراتيجية ردع جماعية تحفظ الحد الأدنى من السيادة
لِمَ لا يكون لدى العرب والمسلمين مفاعلهم المشترك كما لديهم “قضاياهم المشتركة” التي لم تجد حلاً حتى الآن؟
🌍 الغرب… هل يقبل بتحالف نووي إسلامي؟
الواقع أن أي تحرك نووي إسلامي ـ حتى إن كان سلميًا ـ سيُقابل بريبة دولية. ليس فقط لأن الغرب يرفض توازنًا نوويًا في الشرق الأوسط، بل لأن القوة الإسلامية العربية المستقلة تُعد تهديدًا في حد ذاتها.
لكن المفارقة أن الغرب، بدعمه لإسرائيل ضد إيران ، هو من يصنع البيئة المثالية لولادة هذا التحالف النووي الإسلامي… وإن جاء متأخرًا.
النووي الذي تمتلكه أمريكا لأنها دولة ( ديموقراطية ) ولا يمتلكه العرب لأنهم دول ( ديكتاتورية ) على حد زعم الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
إذا علينا أن نطمئن لأن إنفجار القنبلة الديموقراطية مختلف كثيرا عن القنبلة الديكتاتورية.
والمفارقة المضكة حد البكاء هي أن الدولة الوحيدة التي استخدمت القنبلة النووية هي أمريكا ( الديمقراطية) ، لكن لا بأس فالأخوة اليابانيين ممتنين لديمقراطية القنبلة حتى الأن!!!
من الفكرة إلى الإرادة…..طريق الوحدة يرسم شرق اوسط جديد آمن على العرب.
نهضة نووية عربية لا تبدأ من تخصيب اليورانيوم، بل من تخصيب الإرادة. نحن بحاجة إلى:
* قيادة شجاعة من الدول العربية والإسلامية.
* قرار سيادي مشترك
* وعقل علمي حرّ لا يخضع للتابوهات الدينية أو السياسية.
فإن لم توحّدنا العروبةح والهوية واللغة ، فربما يوحّدنا اليورانيوم…
ليس حبًا في القنبلة، بل …..كرهاً في الهوان.
حلم صيف ممطر بالرصاص والصواريخ

























