بقلم دكتورة / سماح باقى
في قلب العاصفة ودوي الرصاص، حين يسقط الدخان على كل الطرقات وتخفت الأصوات خلف جدران الخوف، هناك صوتٌ ناعم لا يخفت، يدٌ حانية لا ترتجف، ونبض لامرأة عربية تتحدى النيران وتصنع الحياة.
… صبر الأم المقاتلة
ربما تجدها في زقاق ضيق من أزقة بلداننا القديمة، حيث كانت أم ليلى تخبئ أطفال الجيران في قبو صغير كلما دوت صفارات القصف. هي في ذاك الحين لم تكن جندية، لكنها كانت الجبهة التي حمت الحياة من الموت، تناديهم بالأسماء، تعطيهم كسرة خبز، وتروي لهم حكايات عن الربيع القادم… وهم يستمعون لها على وقع الانفجارات.
صانعة الأمل

لا شك أنك قابلتها في يوم من الأيام إنها ” أمينة’ معلمة في مدرسةٍ قُصفت نصف جدرانها، قررت أن تعود كل صباح لتلاميذها لتكتب على السبورة: “سنعيش”. لم تكن وقتها تملك سلاحًا، بل قلمًا ووجهًا يضيء بالأمل. صارت الصفوف ممتلئة من جديد، وصوت الضحكات يتحدى هدير الطائرات.
قلب لا ينهار
ألا تتذكرها ؟!!!!حين انفجرت السيارة المفخخة قرب منزلها، هرعت “زهراء” لتضم أبناء الجيران وتُخرجهم من تحت الأنقاض. لم تكن تعرفهم، لكنها عرفت أن الوطن لا يبنى إلا بالرحم الواسع، وأن الشجاعة هي أن تخلع عنك الخوف لترتدي حب الحياة.
مناضلة بلا سلاح
وبالأمس القريب ، كانت سارة تحمل كيس الإسعافات وسط الميدان لم تصرخ، لم تهرب، بل ضمدت الجراح بيد ورفعت علم الوطن بالأخرى حين سُئلت: “لماذا أنت هنا؟” قالت “أنا أم قبل أن أكون طبيبة.. أدافع عن مستقبل أولادي”.
صوتٌ ينهض من الركام
وها هي بعد الانفجار الكبير، تقف “ريم” وسط حطام منزلها، تنفض الغبار عن كتب أطفالها، وتقول لجارتها: “ما دام قلبي ينبض، سأبني هذا البيت من جديد، حجراً حجراً، وحلماً حلماً”.
امرأة تصنع الوطن
كلهن تعرفهم جيدا ، لهن نفس الملامح الناطقة بالصبر والعناد ، محامية كانت أو أديبة ، إعلامية أو طبيبة ، رية منزل أو عاملة…. ما يجمعهن جميعا هو إيمانهن أن الحرب ليست ساحة للرجال فقط، فالمرأة العربية كانت دومًا الدرع الصامت، واليد التي تمسح الدم، والعين التي تسهر حتى لا يسقط البيت، وفي زمن السلم، لم تكن أقل بطولة، فهي التي ترمم الأرواح، وتعيد ترتيب الحياة، وتزرع الطمأنينة في قلوب الأبناء.
هي ريحانة الأرض وزهرة السلام… تقف بين وهج النيران ودفء الأمان، تكتب على جدران التاريخ…………..
أنا امرأة عربية… لا تنكسر
























