كتب دكتور / أحمد اسماعيل
رئيس اللجنة العامة للتخطيط و المتابعة
مؤسسة القادة للعلوم الادارية والتنمية
في لحظات التحول العميق التي شهدها وطننا العزيز، وبين أروقة التحديات التي أعقبت ثورتين، بزغ نورُ مؤسسة القادة للعلوم الإدارية والتنمية، كيانًا وطنيًّا فريدًا نذر نفسه لرسالة الوعي، وبناء القدرات، وإعداد أجيال من القيادات الإدارية الرفيعة المؤهلة لحمل راية الوطن.
تشرفتُ بالالتحاق بهذه المؤسسة المباركة، متدربا في أحد برامجها التدريبية المكثفة لإعداد القيادات الإدارية الرفيعة بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية في ٢٠١٤، وهناك لمست روحًا مختلفة، وشغفًا بالتميّز، وسعيًا حقيقيًّا لإحداث الأثر في كل ركن من أركان الوطن. ومنذ تلك اللحظة، عقدت العزم أن أكون عضوًا فاعلًا، أُسهم بجهدي المتواضع في مسيرة هذا الكيان الذي لا يعرف المستحيل.
كانت البداية عضوا في لجنة التدريب، ثم توالت الاهتمامات من رئيس للجنة التدريب بمحافظة القاهرة، إلى رئيس اللجنة العامة للتدريب والتثقيف، ثم نائبا ورئيسًا للجنة العامة للتخطيط ومتابعة المشروعات، وصولًا إلى شرف العضوية في الهيئة العليا للمؤسسة. كل هذه المواقع ليست مجرد محطات شرفية، بل هي وسام اعتزاز وثقة غالية أُكنّ لها أعظم الامتنان، إذ مكّنتني من أداء دور تطوعيٍّ يتسم بالخصوصية والريادة، ويعكس سمو الرسالة التي تحملها مؤسسة القادة. ورغم أني احسب نفسي مقصرا في حق المؤسسة لضعف مشاركتي احيانا لظروف سفر او ضغوط عمل، ولكن ما انقطعت عن المؤسسة ولا اهتماماتها، وما ضعف يقيني بأهمية دورها مهما قابلها من صعوبات وتحديات.
لقد كانت نشأة المؤسسة استجابة لنداء الوطن، ووعيًا بضرورة ملء الفجوة الفكرية والاجتماعية التي بدأت تتسع بين فئات المجتمع، وخاصة بين الشباب، في ظل مشهد سياسي محتدم، وأحداث جسام ألقت بظلالها على كل بيت مصري. فجاءت المؤسسة كمنارة للوعي، استقطبت مئات الآلاف من الشباب من مختلف المحافظات والخلفيات، وأعادت رسم خارطة الانتماء الوطني والوعي المجتمعي، ثم أثمرت جهودها عن تأسيس مجلس الشباب والخبراء المصري، الذي كان لي الشرف كذلك أن أكون ضمن هيئته العليا، برفقة كوكبة من العقول الوطنية المؤمنة برسالة التغيير الإيجابي.
واليوم، يحتفل القادة بمرور أحد عشر عامًا على نشأة هذا الصرح الوطني الرائد، ولا يسعني إلا أن أرفع أسمى آيات التقدير والاعتزاز لكل يد ساهمت في هذا الصرح، واشكر الاهتمام الدائم من معالي اخي الاستاذ الدكتور أحمد الشريف، رئيس مجلس الأمناء، ولسعادة الأستاذ الدكتور محمد غيده، الأمين العام، ولسعادة أمناء العموم المساعدين، ورؤساء اللجان العامة والفرعية ونوابهم، ولكل أعضاء المؤسسة في كل ربوع وطننا الغالي، الذين ساهموا بفكرهم وجهدهم وإخلاصهم في بناء هذا الصرح وتقدّمه
إن مؤسسة القادة لم تكن يومًا مجرد مؤسسة تدريب أو تنمية إدارية، بل أنها تمثل لي وللكثيرين حركة وعي وضمير، ومنبرًا وطنيًّا نابضًا بروح العطاء والانتماء، ويمثل دورها رسالة سامية تنحاز دومًا إلى مصر، شعبًا وقيادة ومستقبلًا
اطيب الامنيات وأخلص الدعوات بمزيد من العز والتقدم مؤسسة القادة، وإلى كل أبناء هذا الكيان الرائد، أبعث بأطيب التهنئة، ودعوات صادقة أن تظلوا دومًا في طليعة الصفوف، مشاعل نور، ورواد وعي، وسفراء تنمية حقيقية لهذا الوطن الذي يستحق منا الكثير..

























