قال رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نيجيرفان برزاني، الاثنين، إن إجراء استفتاء الاستقلال لا يعني إعلان الاستقلال غدا، معربا عن استغرابه من دعوة الحكومة العراقية الدول الأجنبية إلى وقف استيراد النفط الكردي.
وأضاف برزاني في مؤتمر صحفي “نعلن للعالم نريد التوجه صوب الاستقلال عبر مفاوضات جادة مع بغداد (..) نرغب في الاستقلال بطريقة سلمية وديمقراطية، بعيدا عن العنف”.
وأكد البارزاني أن الإقليم لا يمانع الذهاب إلى بغداد “للرد على كل الأسئلة التي ترغب في الإجابة عنها”.
وعلق البارزاني على كلمة رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي التي أذاعها التلفزيون الرسمي، الأحد، بالقول: “نأسف لتصريحات العبادي وتهديداته التي أطلقها أمس (..) تذكرنا بقرارات البعث الجائرة ضد كردستان”.
وتابع “قرارات العبادي ردا على إجراء الاستفتاء تعد بمثابة فرض عقوبات جماعية ضد شعب كردستان”.
ووجه برزاني حديثه إلى حكومة بغداد، قائلا: “لا داعي لإطلاق التهديدات”، معربا عن استغرابه من طلب العبادي مساعدة الدول الأخرى لفرض عقوبات على إقليم كردستان، ومعلقا عليها بالقول: “لم نكن نتوقع مثل هذه الخطوة في العراق الجديد”.
وكانت بغداد حثت الدول الأجنبية، الأحد، على وقف استيراد النفط الخام مباشرة من إقليم كردستان العراق، وقصر التعاملات فيما يتعلق بالنفط على الحكومة المركزية.
لكن رئيس حكومة كردستان العراق نيجيرفان برزاني أعاد تأكيد ما قاله رئيس الإقليم، الأحد، بشأن عدم نية أربيل الدخول في حرب مع أي جهة، مضيفا “بغداد هي العمق الاستراتيجي لكردستان، ونرغب في العيش بسلام معها”.
وفيما يتعلق بالموقف التركي المعارض لاستفتاء الاستقلال الكردي، قال: “نتمنى أن تتعامل أنقرة بهدوء مع الاستفتاء، ونؤكد أننا لا نشكل تهديداً على أحد”.
وأضاف “طالبنا زيارة أنقرة لإيضاح دوافع الاستفتاء للمسؤولين هناك عن قرب”.
وفتحت لجان التصويت في إقليم كردستان العراق أبوابها، صباح الاثنين، لاستقبال المصوتين في استفتاء مثير للجدل على استقلال الإقليم.
وأثار الاستفتاء خلافا حادا بين إدارة الإقليم والحكومة العراقية، ليوصف بأنه “رهان محفوف بالمخاطر”.
ويهدف الاستفتاء غير الملزم إلى منح تفويض لرئيس الإقليم مسعود برزاني، لإجراء مفاوضات مع بغداد ودول الجوار.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي على أن تغلق في السادسة مساء، وستعلن النتائج النهائية خلال 72 ساعة.
وأعلن مصدر أمني في كركوك أن أكثر من 10 آلاف من الأسايش (قوات الأمن الداخلي الكردية) والشرطة وقوات البيشمركة تؤمن حماية مراكز الاقتراع في كركوك، التي شهدت توترا بين مختلف مكوناتها، الأحد.
ويعتبر إقامة الاستفتاء في كركوك من أبرز التحديات التي تواجه السلطات الكردية، خاصة أنها من المناطق المتنازع عليها بموجب الدستور العراقي.
وأرسلت قوات البيشمركة تعزيزات لحماية حقول النفط والمرافق الحيوية في المدينة تحسبا لوقوع هجمات إرهابية.