أدان مرصد الفتاوى التكفيرية والأراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية الهجوم الإرهابي الذي استهدف قاعدة عسكرية في مالي بالقرب من الحدود مع بوركينا فاسو، مما أسفر عن مقتل 12 جنديا.
وأكد مرصد الإفتاء – في بيان له اليوم الثلاثاء – أن الجماعات والتنظيمات الإرهابية تستهدف الجميع وأن هدفها الأول والأخير نشر الخراب والدمار في كل مكان.
وشدد على أنه لا سبيل لمواجهة التطرف والإرهاب إلا بالتعاون على كافة المستويات بين دول العالم أجمع، لأن الإرهاب لم يعد مقتصرا على منطقة بعينها، بل أصبح يهدد الجميع.
وأضاف أن المواجهة الأمنية وحدها لا تكفي، ولكن يجب أن يكون هناك مواجهة فكرية يتم فيها الاستعانة بأهل العلم الذين يواجهون الشبهة بالحجة والبرهان الواضح لتفكيك هذا الفكر المتطرف المنحرف.
وأوضح أن التنظيمات والجماعات التكفيرية تجمعها عدة مباديء تتمثل في اعتبار الحكومات والنظم السياسية القائمة أنظمة كفر، كما أنها ترفض التعامل مع مؤسسات الدولة على اعتبار أن ذلك سيؤدي إلى اعتراف وتقوية مؤسسات “الكفر”، معتبرة أن العنف هو الوسيلة الناجحة – من وجهة نظرهم – لإحداث تغييرات جوهرية في بنية الدول السياسية والاجتماعية والثقافية.
وحذَر المرصد من انتشار تلك الجماعات بشكل شبكي حول العالم، مؤكدا اشتراكها جميعا في بناء فكري شبه موحد، يشمل عدم الاعتراف بمفاهيم الوطن والمواطن.
ودعا المرصد إلى ضرورة دعم جهود محاربة الإرهاب ومواجهته على كافة الأصعدة، والعمل على تجفيف منابعه الفكرية والمذهبية، واستخدام الأدوات الحديثة في المواجهة، وبذل كافة الجهود من أجل استئصال هذه الحركات وأفكارها القاتلة.