ينشر موقع “القادة نيوز ” كلمة رئيس الوفد الليبي المشارك بتكليف من الرئيس فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي لينوب عنه في أعمال قمة قادة و روساء دول الكوميسا الدورة العشرين المنعقدة بجمهورية زامبيا بالعاصمة لوساكا يومي 18 و 19 يوليو الجاري 2018 الوزير محمد الطاهر سيالة وزير الخارجية الليبية هذا النص الكامل للكلمة الرسمية بالقمة :
بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب الفخامة الرؤساء
أصحاب المعالي الوزراء رؤساء الوفود
أصحاب السعادة السفراء
السيدات و السادة
يطيب لي أن استهل كلمتي هذه بالأصالة عن نفسي و بالإنابة عن وفد بلادي بتقديم أجمل التحايا لأصحاب الفخامة الرؤساء و معالي الوزراء و رؤساء الوفود ، كما يسعدني أن أتقدم بخالص الشكر و التقدير و الأمتنان لجمهورية زامبيا رئيسا و حكومة و شعباً على حسن الإستقبال و كرم الضيافة ، و الشكر موصول إلى الأمين العام لمنظمة الكوميسا السيد ( سينديسو نيغونيا ) و الفريق العامل معه على حسن إدارته لأعمال اجتماعاتنا .
أصحاب الفخامة و المعالي و السعادة .
السيدات والسادة
نجتمع هنا اليوم لمناقشة عدة موضوعات تهم منظمتنا من بينها اعتماد تقرير لجنة السلم و الأمن في فضاء الكوميسا إن مسائل السلم و الأمن تعد عامل أساسي و ضروري لتحقيق التنمية المستدامة و تهيئة الأرضية المناسبة لاقتصاد مزدهر و فتح أفاق كفيلة لتحقيقه و ذلك لتلازم المسألتين فلا تنمية مستدامة بدون أمن و سلام و استقرار .
أنا على يقين بأن اجتماعنا هذا سيكون فرصة مواتية لتطوير إستراتيجية التنمية و الأمن في فضاء الكوميسا بما يحقق الاستقرار من خلال وضع الآليات و رسم الخطط لبلوغ تلك الأهداف .
أصحاب الفخامة و المعالي و السعادة
السيدات والسادة
إن الهدف من التوقيع على إتفاقية إنشاء منطقة تجارة حرة ثلاثية بين أكبر تجمعات اقتصادية في إفريقيا ( الكوميسا و الاياك و السادك ) ، وهم يضمون في عضويتهم 26 دولة يفوق تعداد سكانهم 632 مليون نسمة يشكلون 57% من سكان القارة ، كما إن هذه الإتفاقية تساهم في زيادة انسياب حركة السلع و الخدمات ، و تراعي خلق توازن ما بين المصالح الوطنية و المصالح الإقليمية و القارية .
حيث أن أي نجاح لتجمعنا في هذا السياق يعتبر خطوة مهمة لتعزيز مساعي الإتحاد الإفريقي و يهدف إلى تكامل اقتصادي شامل بين دول القارة من خلال تحقيق أهداف أجندة 2063م ، و يلبي تطلعات شعوبنا .
أصحاب الفخامة و المعالي والسعادة
السيدات والسادة
أنني أوكد لكم مجدداً بأن بلادي لم و لن تدير ظهرها لمحيطها الأفريقي و إنها ستعمل رغم ظروفها الخاصة إلى تطوير استثماراتها و تعزيز برامج تعاونها الإقتصادي في مختلف المجالات و لكني أودُ في ذات الوقت أن أشيرُ إلى أنه هناك محاولات من بعض ضعاف النفوس لاستغلال هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها الأجهزة و المؤسسات الإقتصادية و المالية الليبية للاستيلاء على استثمارات و ممتلكات ليبية في بعض الدول ، و التي هي ملكٌ للشعب الليبي ، نأمل أن تواجه الحكومات هذه المساعى بكل الحزم .
و في هذا نعول كثيراً على أشقائنا الأفارقة في الوقوف للتصدي إلى هذه المحاولات و المحافظة على الممتلكات و صون تلك الأصول و المنقولات الليبية بالخارج ، وفقاً للاتفاقيات و المواثيق الأفريقية و الدولية المبرمة بالخصوص .
السيدات و السادة
إن طموحاتنا الأفريقية كبيرة و الصعوبات و التحديات متعددة و لكن بالعزيمة و الإرادة الصادقة يمكن أن نتخطى كافة العقبات لرسم مستقبل زاهر لشعوبنا و تطلعاتهم من أجل تنمية مستدامة و تحقيق العدالة الإجتماعية و الرفاه الاقتصادي .
و ليس ذلك بالأمر المستحيل إذ ما التزمنا جميعا بتوحيد قدراتنا من خلال فهم مشترك لمعوقات التنمية التي تواجهها القارة وتحقيق شراكة تضامنية زادها طاقاتنا الوطنية و الإقليمية و القارية للدفع بالإقتصاد الأفريقي إلى الأمام .
أصحاب الفخامة و المعالي والسعادة
السيدات والسادة
انتهز هذه الفرصة لأوُكد لكم مجدداً بأن ليبيا انطلاقاً من انتمائها الأفريقي ستساهم مساهمة فاعلة في تنفيذ الخطط و البرامج التي تقررها الكوميسا و ستعمل على تطوير علاقاتها السياسية و الأقتصادية و الأمنية وفقاً لمبدأ الإحترام المتبادل و عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ، متمنياً لإجتماعنا هذا النجاح في تحقيق تطلعات شعوبنا في التقدم و الإزدهار و لتحقيق التكامل و التنمية المستدامة لبلداننا .
و في نهاية كلمتي يسعدني أن أجدّد شكري وامتناني لجمهورية زامبيا حكومة و شعباً على حسن الإستقبال و كرم الضيافة .
والسلام عليكم