شاركت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين فى الخارج، اليوم السبت، فى أعمال الاحتفال بمئوية مدارس الأحد، بحضور قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، والذى أقيم بالمركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى.
استهلت وزيرة الهجرة كلمتها فى الجلسة التى حملت عنوان “مدارس الأحد والرؤية المستقبلية”، بتوجيه تحياتها للبابا تواضروس الثانى والكهنة والحضور، معربة عن سعادتها بدعوتها للمشاركة فى هذا السيمينار العلمى لمدارس الأحد.
وقدمت السفيرة نبيلة مكرم ورقة بحثية بعنوان” الأحد ترسخ داخل الطفل الهوية الوطنية”، لافتة إلى أن الكنيسة تصلى دائمًا من أجل جميع المسؤولين فى الدولة ومن أجل سلام الوطن والعالم، موضحة أنها لا تتحدث اليوم كونها وزيرة فى الحكومة بل كبنت من بنات مدارس الأحد.
وأشارت الوزيرة إلى الدور المهم الذى تلعبه مدارس الأحد فى بناء الشخصية، وخصوصًا لدى أبناء المصريين بالخارج، وأن فصول مدارس الأحد تركز على بناء الشخصية خلال مرحلة الطفولة، مشيرة إلى أن الكنيسة تعلم الأطفال منذ الصغر الوطنية والمشاركة فى بناء البلاد والعمل الإيجابى.
وأكدت السفيرة نبيلة مكرم أن مدارس الأحد تقوم بدور أساسى فى بناء شخصية وثقافة طلابها، وذلك من تربية الأطفال منذ صغرهم على القيم والمفاهيم المجتمعية المتعلقة بمجتمعنا، والمتمثلة فى إيثار الآخرين عن الذات، وإعلاء قيم المواطنة، وخدم الفقراء والمحتاجين، كل ذلك يصب فى الهوية الوطنية التى يجب أن يُربى عليها أبنائنا.
وحذرت وزيرة الهجرة، فى كلمتها، الأهالى من خطر مواقع التواصل الاجتماعى على أبنائنا، موضحة أنه أصبح من الصعب الحفاظ على هوية أبنائنا وخاصة من الجيلين الثانى والثالث فى الخارج، حيث أصبح صعبًا فى ظل انتشار هذه الوسائل التى تنقل صورة غير حقيقية عن بلادنا، وتهدف لإثارة وتفريق الصفوف لصالح أجندات خاصة، مؤكدة: “هذا مادفعنى للاهتمام بأبناء الجيل الثانى والثالث لتوضيح وتصحيح الأفكار لهم، وإعلامهم بقيم مجتمعهم ليكونوا هم خط الدفاع الأول لمصر فى الخارج.
وطالبت الأهالى بضرورة الانتباه لأولادهم ومتابعتهم دائما لمعرفة مايدور فى عقولهم من أفكار وقيم، وخصوصًا مع قضاء أبنائنا فترات طويلة على وسائل التواصل الاجتماعى، وذلك لتصحيح ما يجول بعقولهم من أفكار خاطئة، وطالبت أيضا الأسر المصرية فى الخارج بضرورة التعاون مع خدام الكنيسة فى الخارج، لمواجهة خطر مواقع التواصل الاجتماعى خاصة ضد أطفالنا، وأوصت مدارس الأحد للاهتمام بهذا الأمر.
وأثنت وزيرة الهجرة على الدور الذى قامت به الكنيسة القبطية بالخارج فى حشد المصريين وتشجيهم على الإدلاء بأصواتهم خلال الانتخابات.
وفى ختام حديثها، أشادت بمؤتمر”العودة إلى الجذور” الذى نظمته الكنيسة بالمقر البابوى بدير الأنبا بيشوى فى مصر، فى محاولة لمواجهة التحديات التى فرضتها هجرة الأقباط نحو الغرب، وغياب الهويات الأصلية وتراجع الشعور بالانتماء لدى شباب المهجر.
جدير بالذكر أن مؤتمر مدارس الأحد استمر لمدة 3 أيام، وتتضمن 10 جلسات علمية بالمركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، تم خلالها عرض ومناقشة 50 ورقة بحثية تتناول تاريخ وحاضر ومستقبل مدارس الأحد، تاريخيًا وتربويًا واجتماعيًا وروحيًا، ودورها فى خدمة الكنيسة والمجتمع والوطن.