بقلم : حسين بشير – السودان
وُلد مشروع 1000 قائد إفريقي من رحم فكر لعقول أرادت النهوض لإفريقيا، لتصبح إفريقيا كما نبتغيها، يقودها جيل من الشباب الواعي المتشبِّع بالعلم والمعرفة نحو قاطرة التنمية.
فقد أطلقت جامعة القاهرة ممثلة في كلية الدراسات الإفريقية العليا بالإشتراك مع مؤسسة القادة للعلوم الإدارية والتنمية المشروع، الذي يُعد الأول من نوعه علي المستوي الإقليمي، وجاء بالتزامن مع تولي مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي 2019، ويهدف إلى بناء قدرات الشباب الإفريقي من خلال التدريب المستمر وتنمية مهارات التفكير الإبداعي والمهارات العملية لديهم.
كنت من الذين حالفهم الحظ لأكون ضمن 1000 شاب وفتاة من ٣٤ دولة للانضمام للمرحلة الأولى من البرنامج، بعد أن تقدمت إلى المشروع في شهر يناير الماضي، لنجتاز بعدها مقابلات انعقدت بكلية الدراسات الإفريقية العليا، وتضمنت المقابلة أسئلة عن القارة السمراء كل حسب مجاله وثقافته.
وبدأت فعاليات اليوم الأول للمشروع برعاية الأستاذ الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة وبصافرة بداية أطلقها الأستاذ الدكتور محمد علي نوفل عميد كلية الدراسات الأفريقية العليا والدكتورة مايسة عشماوي رئيس مجلس أمناء مؤسسة القادة، والدكتور أحمد الشريف أمين عام مؤسسة القادة، والدكتور سيد رشاد منسق عام مكتب رعاية شئون الطلاب الأفارقة الوافدين.
تضمن الأسبوع الأول من البرنامج تدريبات عملية وتطبيقية في مجالات (الأمن القومي، القيادة، الأهداف الانمائية للأمم المتحدة، الإدارة، السياسة، الاقتصاد، والإعلام) وسط أجواء مفعمة بالانسجام والتفاؤل بين المتدربين، يمكن وصفها بأنها مسيرة من الحوار والتفاهم بين قيادات شبابية مختلفة الجنسيات والأديان والثقافات حتى بين أبناء الدولة الواحدة، مجتمعين تحت مظلة هدف واحد وهو “بناء إفريقيا كما نريد” وذلك من خلال تعزيز ثقافة احترام الآخر عبر إبراز ثقافة الحوار بين أبناء الأمم الأفريقية ودعم مسيرة التلاقي والتفاهم بين القيادات الإفريقية الشابة باعتبارهم قادة المستقبل.
وفي اعتقادي أن هذا هو جلً ما تحتاجه الشعوب الإفريقية وهو “حاجتها للحوار”؛ فغالبية مشاكل العالم ونبذ الآخر تنبع من عدم معرفتنا به لذا وجب علينا “أن نتحاور حتى نفهم بعضنا البعض، وعندها سنفهم فتندثر ثقافة الرفض”.
وأخيراً، أرى أن تواصل الشباب الإفريقي في المشروع سيكون نواة وخلق جيل من الشباب الإفريقي قادر على نشر قيم الحوار والمشاركة وربط أواصر التعاون وتبادل الخبرات بين أبناء القارة، كمحاولة للوصول إلى تفاهمات مشتركة وتقريب وجهات النظر والعمل على إيجاد الحلول لمختلف أنواع المشكلات التي تواجه الشباب والمجتمع في قارتنا السمراء.