أكد وزير الخارجية سامح شكرى أهمية استمرار التعاون والتشاور مع روسيا لإيجاد أرضية لتعزيز الاستقرار الإقليمى والتنسيق بين البلدين على المستوى الدولى.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى المشترك الذى عقده شكرى مع نظيره الروسي سيرجي لافروف اليوم الأحد فى ختام مباحثاتهما بالقاهرة حيث أكدا عمق علاقات التعاون بين القاهرة وموسكو فى العديد من المجالات وكذا التنسيق المشترك حيال العديد من القضايا محل الاهتمام المشترك.
ورحب شكرى، فى بداية المؤتمر، بنظيره الروسى خلال زيارته الثانية للقاهرة..مشيرا إلى أن لافروف التقى صباح اليوم الرئيس عبد الفتاح السيسى حيث تم استعراض أوجه العلاقات والاهتمام الذى يوليه البلدان لتعزيز التعاون والتنسيق الوثيق.
وقال وزير الخارجية إن المباحثات الموسعة مع نظيره الروسى تناولت تفاصيل وأوجه العلاقات التى تخدم مصالح الشعبين وتعزز من النمو الاقتصادى فى مصر، واتفاقية التعاون الاستراتيحى التى تم توقيعها خلال زيارة الرئيس السيسى إلى روسيا فى أكتوبر الماضى.
وأضاف أن اللقاء تطرق أيضا إلى الأوضاع فى الشرق الأوسط وعلى رأسها القضية الفلسطينية وتعزيز تحقيق طموح وآمال والحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية والأوضاع فى ليبيا وسوريا اليمن وتعزيز الاستقرار فى الشرق الأوسط والقضاء على الإرهاب .
من جانبه، أشاد وزير الخارجية الروسى سيرجي لافروف – خلال المؤتمر الصحفى مع وزير الخارجية سامح شكري – بمستوى العلاقات بين البلدين وخاصة فى ضوء الاتفاقيات التى تم التوصل إليها خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى سوتشى فى أكتوبر الماضي .
وقال إنه أجرى مباحثات مثمرة جدا وبناءة، معربا عن شكره لاستقبال الرئيس السيسى له حيث جرى حديث طويل، وأوضح أن العلاقات ارتقت إلى مستوى جديد، مشيرا إلى التطورات فى المجال التجارى .
ولفت إلى إنشاء المنطقة التجارة الحرة الروسية فى مصر وبناء المحطة النووية.
وأكد وزير الخارجية الروسى سيرجي لافروف – خلال مؤتمر صحفى مع وزير الخارجية سامح شكري – أنه تم تبادل الآراء حول الأوضاع فى كل من سوريا وليبيا واليمن ومنطقة الشرق الأوسط، وأكدنا أهمية التزام كل الأطراف بمبادرة السلام العربية كما تم مناقشة جهود مكافحة الإرهاب.
وقال” إننا ندعو دوما إلى تسوية سياسية سلمية لكل النزاعات على أساس الشرعية ودون تدخلات خارجية، وأكدنا اهتمامنا بتحقيق الأمن والاستقرار بمنطقة الخليج العربي..مشيرا إلى أن بلاده تدعو إلى عقد مؤتمر دولى تحت رعاية الأمم المتحدة حول إنشاء منطقة خالية من السلاح النووى بالشرق الأوسط”.
وأكد لافروف أهمية رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى..مشيرا إلى المبادرة الروسية لعقد قمة روسيا إفريقيا فى مدينة سوتشى الروسية فى وقت لاحق من هذا العام برئاسة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين والرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الاتحاد الإفريقى.
وأشار إلى مواصلة الاتصالات مع مصر تمهيدا لعقد هذه القمة لمصلحة الشعب الروسي والشعوب الإفريقية..موجها الدعوة للوزير سامح شكرى لزيارة روسيا لمواصلة المشاورات بين الجانبين.
وحول عما إذا كانت روسيا تدعم خطوات التسوية السياسية فى ليبيا والتطورات الجارية هناك..أكد لافروف أن المحادثات مع نظيره المصرى تناولت بشكل مطول التطورات الجارية فى ليبيا والتطورات العسكرية وعملية الحيش الوطنى الليبي والاشتباكات الجارية، مضيفا” ننظر فى كيفية التعامل والحديث فى هذا الشان في مجلس الأمن الدولى، وندعو إلى عدم اتهام أي طرف معين في هذا الأزمة”.
وقال لافروف” إن حلف (الناتو) هو المسئول عن المشكلة الجارية فى ليبيا بسبب حملته التى قام بها فى هذه الدولة والتى تسببت فى وصول الإرهاب وفى الهجرة عير الشرعية وغيرها فى هذا البلد..داعيا كافة الأطراف والقوى الليبية للدخول فى حوار بدون ضغوط خارجية”.
وأوضح أن بلاده فى تواصل مستمر مع كافة القوى الليبية، مضيفا” نؤكد دوما على أننا لا نراهن على أى طرف فى هذا النزاع، وندعو مجلس الامن فى جلسته اليوم إلى التعبير عن القلق الشديد إزاء التطورات الجارية.. آخذا فى الاعتبار أن بعض الأطراف فى ليبيا أشارت إلى استخدامها قوات وطائرات حربية ضد الجيش الوطنى الليبي، وروسيا تدعم وضع حد لهذه العمليات والجلوس على مائدة الحوار”.
من جانبه، قال سامح شكري إن مصر تؤكد منذ البداية على أهمية الحل السياسى فى ليبيا وليس الحل العسكرى..مؤكدا على دعم مصر لجهود المبعوث الأممى إلى ليبيا لخلق بيئة مناسبة للتفاهم بين الأشقاء فى ليبيا.
وأضاف” إن الأمور يجب أن تؤخذ فى مجملها حيث إن الوضع فى ليبيا مقلق منذ سنوات سواء بسبب عدم الاستقرار أو الميليشات والإرهاب ودعم أطراف إقليمية للميليشيات، وكل هذا يزيد من عدم الاستقرار ويهدد وحدة وسيادة اراضى ليبيا.
وأكد وزير الخارجية أهمية تعزيز المؤسسة العسكرية الليبية وكافة المؤسسات فى الدولة لاستعادة الاستقرار وتوفير الخدمات للمواطنين والتمهيد للانتخابات فى إطار من الشرعية..مضيفا إننا ندعو كافة الأطراف لضبط النفس.
وشدد شكري على أن الأزمة في ليبيا لن تحل باللجوء الى وسائل عسكرية ولكن عبر الحوار والتوافق والتعبير عن إرادة الشعب الليبي.
وردا على سؤال حول التعاون بين مصر وروسيا..أكد وزير الخارجية سامح شكري أن العلاقات الثنائية استغرقت حيزا كبيرا من اللقاء الذي عقد صباح اليوم بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية الروسى سيرجي لافروف وأيضا خلال المباحثات الموسعة حيث تمت مراجعة الاتفاقيات التي تم إبرامها خلال الفترة الماضية وما تحقق من إنجازات في هذا الإطار، مشيرا إلى أن هذه الأمور تحتاج إلى قدر من الوقت لأنها ترتبط بمشروعات ضخمة فى حجمها وأثرها.
وردا على سؤال حول موعد استئناف الرحلات الروسية المباشرة إلى المدن المصرية..أكد لافروف مجددا على ضرورة أن تتواصل الاتصالات بين الخبراء..لافتا إلى أن الموعد لم يحدد بعد.
وبدوره أكد شكري حرص مصر على استمرار توافد المواطنين الروس للاستمتاع بالمقاصد السياحية المصرية..مشيرا إلى أن هناك عددا من القرارات التى تضع قيودا على الطيران غير المباشر الروسي إلى مصر..لافتا إلى أن مصر تعمل فى المجال الفنى في هذا الصدد.
وأوضح أن مصر تعاملت مع هذا الأمر من منطلق التقدير واتساقا مع جهود مصر للقضاء على الإرهاب وتعزيز الأمن الخاص بالمقاصد السياحية وتم تفعيل تعاون غير مسبوق وخاصة مع الأصدقاء في روسيا حيث تم استقبال العديد من الوفود لمراجعة الإجراءات الأمنية والاستفادة من الخبرات الروسية في هذا الشأن.
وأشار إلى الأجواء الدولية الحالية وما يمثله خطر الإرهاب لكافة دول العالم، مشيرا إلى أنه لا تستطيع أية دولة أن تضمن عدم حدوث أي تهديد إرهابي.
وشدد على أن الأوضاع في مصر مستقرة والمقاصد السياحية يتم توفير لها درجة عالية من التأمين وتنفق الحكومة نفقات كبيرة لكى ينعم السائح بالأمن والأمان.
وردا على سوْال حول موقف مصر من تطورات الأوضاع الراهنة في القضية الفلسطينية مع اقتراب موعد الإعلان عن الخطة الأمريكية..قال شكري” إنه فيما يتعلق بالأوضاع فى الأراضي الفلسطينية المحتلة فإن مصر تبذل جهودا في إطار علاقاتها مع الأطراف الفاعلة مثل روسيا والولايات المتحدة و الاتحاد الأوروبي لتعزيز الشرعية الدولية وحل الدولتين والمبادرة العربية باعتبار ذلك الوسيلة للخروج من الأزمة وإنهائها وتغيير المسار لكافة شعوب المنطقة والخروج من دائرة العنف والتوتر، وذلك من خلال التأكيد أيضا في كل مناسبة على أهمية الوفاء بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وإضاف شكري” إنه من جانب آخر فنحن نعمل بكل اجتهاد لتقريب وجهات النظر وتوحيد الصف الفلسطينى والمصالحة بين فتح والسلطة الفلسطينية وحماس والعمل على تنفيذ الاتفاق الذى تم التوصل إليه بينهما والعمل على خفض التوتر بين حماس وإسرائيل حفاظا على الشعب الفلسطينى فى غزة وعدم تعرضه مرة أخرى للتدمير الذى لحق به فى آخر عمليات عسكرية تمت على نطاق واسع فى عام ٢٠١٤، مؤكدا أن مصر ستستمر فى كل اتصالاتها الدولية لتعزيز حل الدولتين والمبادرة العربية وإنهاء الصراع بشكل كامل على أسس الشرعية الدولية ولن تدخر جهدا فى هذا الصدد”.
وبشأن الأوضاع فى اليمن، قال لافروف ” نرحب باتفاق ستكوهولهم لوقف إطلاق النار ونشير إلى عدم التزام بعض الأطراف به واستمرار الأزمة حول الحديدية”.