تحدثت كثيرا عن اهمية بناء الدولة من خلال الاهتمام بالاستثمار فى بناء الحجر و البشر و رفع الوعى وامتلاك القدرة على اتخاذ القرار فكان لزاما على الدولة ضرورة الاهتمام ببناء البشر و بناء الحجر جنبا الى جنب لانها الوسيلة الوحيدة الفعالة لتحقيق النجاح .
حيث اننى أعتقد أن هناك عدة اسباب أساسية للنجاح فى المرحلة السابقة ، الأولى امتلاك الأدوات والثاني كيفية إدارة هذه الأدوات بطريقة علمية مبتكرة . و الثالث وعى المواطن و الحس الوطنى فكانت دولة كبيرة بحجم (مصر ) تملك الأدوات وتحتاج فقط إلى إدارتها بصورة جيدة، فنحن نملك أفضل طبيعية مناخية وجغرافية على وجه الكرة الأرضية ونملك أيضا التاريخ فنحن أول حضارة عرفها الإنسان ونملك الموارد من نيل وأرض خصبة وعقول تتسم بالذكاء الفطري فكان ينقصنا فقط قيادة واعية لديها الرغبة و القدرة على البناء المحكم للحجر والبشر حتى نعيد أمجاد الماضي البعيد.
و قد عملت القيادة قى الفترة السابقة على الاستفادة من عوامل النجاح من خلال بناء (الحجر) وبناء ( البشر) لتحقيق النتيجة المطلوبة وهو النجاح المأمول .
حيث عملت الدولة على فكر البناء لاستخلاص وتحقيق النجاح من خلال العمل على محورين (الأول ) مشروعات بناء (الحجر) مثل المرافق والخدمات والمباني والطرق والصناعة والزراعة و المشروعات القومية وغيرها من الأشياء الهيكلية الملموسة و(الثاني) مشروعات بناء (البشر) مثل التدريب والتأهيل والتطوير علي صعيد العمل بالإضافة إلى تقويم السلوك والأخلاق للأفراد وهي أشياء حسية مهمة تساهم في تشغيل وإنتاج النوع الأول ،وكلاهماً يكمل الأخر ويقر له النجاح و غياب أحدهما يؤدي إلى الفشل ، وكان تحقيق النجاح يكمن في الاهتمام ببناء الحجر والبشر جنباً إلى جنب و اثبتت العلوم الإدارية الحديثة ان تأهيل وتدريب البشر مع بناء الحجر يحقق نتائج مذهلة وغير متوقعة وإهمال جانب التدريب يعوق النجاح ، و كانت اهم نقطة فى تحقيق النجاح هى القدرة على اتخاذ القرارات المناسبة فى الاوقات المناسبة و العمل على رفع الوعى و الحس الوطنى لدى ابناء الشعب المصرى
فعلي مدار تاريخ الأمم والشعوب يظل اتخاذ القرار و وعى المواطن هو الأصعب في كل المراحل ، فكانت هناك معوقات تقف حائلا في اتخاذ القرار منها الموروثات الخاطئة و الأخطاء المتراكمة و الفساد المالي والإداري على مر الزمان و المصالح الشخصية ، فالفساد يسيطر على كافة مفاصل الحياة فكان يجب على القائمين على إدارة الدولة اتخاذ قرارات متعلقة بالسير قدما في عملية البناء و الإصلاح و التقدم و بناء الدولة معتمدة على المشروعات القومية بنوعيها كما ذكرت في المقدمة و اتخذت القرار الصعب و هو السير قدما نحو المستقبل و هنا تقع المسئولية على المسؤولين والمواطنين سواء بسواء لان هذا القرار متعلق بنا جميعا و يتطلب تضحيات كثيرة مشتركة من الجميع و من أهم المواضيع التي من شأنها المساعدة و المساهمة في عملية البناء المصارحة و المشاركة ليتحمل كل طرف مسئوليته .
مفهوم كلامي وما اقصده هو أننا واجهنا و نواجه حربا شرسة من أصحاب المصالح و المفسدين الذين يحاولون بكل قوة وقف عملية البناء و التقدم الذي نشهده جميعا ونسعى الى تنميته . لذلك أطالب الجميع بالتكاتف واليقظة لمواجهة الفساد و المفسدين و الضرب بيد من حديد على يد كل فاسد أو صاحب مصلحة تتعارض مع مصلحتنا جميعا وهي (البناء )و الحفاظ على الوطن الذي نعيش فيه و يمتزج دمنا بترابه لابد من رفع نسبة الوعي و الثقافة و التخلص من العادات و التقاليد السيئة لابد من الاتجاه إلى الإنتاج و العمل لابد من اختيار الأفضل ليتصدر المشهد و يجب على كافة أبناء الشعب المصري العمل على فكرة انه لابد على كل فرد منا أن يكون مؤهلا للعمل الذي يؤديه و أن يكون قوة مضافة إلى الوطن وإلا يكون معول هدم . فبناء المستقبل يحتاج منا جميعا التكاتف البناء وتغليب مصلحة الوطن على كل المصالح الضيقة لان مصلحة الوطن هي مصلحة الجميع