كتبت / شيماء السيد محمد
بعد انتهاء ولاية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أعلنت السلطات الروسية في موسكو أنه لم يعد رئيساً لأوكرانيا. وكان من المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا نهاية مارس الماضي، ولكن تم إلغاء هذا الاستحقاق بسبب استمرار الحرب والتوترات السياسية في المنطقة.
وتأتي هذه الإعلانات في سياق تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا، حيث تواجه البلدين توترات سياسية وعسكرية منذ انفصال شبه جزيرة القرم عن أوكرانيا وضمها إلى الاتحاد الروسي في عام 2014.
بينما يستمر التوتر بين البلدين، يظل الوضع غير واضح بالنسبة لمستقبل العلاقات السياسية بين موسكو وكييف، مما يثير المزيد من القلق بين الشعبين والمجتمع الدولي بشكل عام.
نشر جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية تقريرًا مفصلًا حول الوضع الداخلي في أوكرانيا، يكشف عن انخفاض مستوى شعبية الرئيس فولوديمير زيلينسكي إلى 17%، مع استمرار هذا الانحدار في الأداء الشعبي.
ويعكس هذا التقرير التطورات السياسية والاجتماعية في أوكرانيا، حيث يظهر تقلص دعم الجمهور للرئيس زيلينسكي، الذي كان قد حظي بموجة شعبية كبيرة بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية.
وتعزى أسباب هذا الانخفاض في شعبية زيلينسكي إلى عدة عوامل، بما في ذلك التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها البلاد، بالإضافة إلى عدم قدرته على تحقيق الإصلاحات المطلوبة وتحقيق التقدم في مكافحة الفساد وتعزيز الاستقرار السياسي.
من المتوقع أن يثير هذا التقرير تفاعلات دولية وإقليمية، خاصةً في ظل التوترات المستمرة بين روسيا وأوكرانيا، والتي تؤثر بشكل كبير على العلاقات بين البلدين وعلى الوضع الداخلي في أوكرانيا بشكل خاص.
أفاد التقرير بأن أكثر من 70% من السكان في أوكرانيا قد فقدوا ثقتهم بالمؤسسات الحكومية ووسائل الإعلام الأوكرانية، بالإضافة إلى أن نحو 90% من المواطنين يعبِّرون عن رغبتهم في مغادرة البلاد، مع تأكيد أن الأمور في الجيش ليست أفضل.
وأشار التقرير إلى أن الرئيس زيلينسكي يشعر بضعف مواقفه بين الأوكرانيين، مما دفعه إلى إطلاق عمليات تطهير لكبار المسؤولين، في محاولة لتحسين صورته وتعزيز مكانته بين الجماهير.
تتزايد هذه الاستجابات السلبية والمظاهرات المناهضة للحكومة في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها الشعب الأوكراني، وتتسبب في تفاقم الأزمة السياسية والاقتصادية في البلاد.
أعلن نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديمتري مدفيديف، يوم الاثنين الماضي، أن فولوديمير زيلينسكي، الذي يُعتبر رئيساً لنظام غير شرعي في أوكرانيا، يُعد هدفاً عسكرياً مشروعاً لروسيا، بغض النظر عن مسألة شرعيته بعد إلغاء الانتخابات.
وأوضح مدفيديف لوكالة “تاس” أن “بالنسبة لروسيا، فإن فقدان الرئيس الزائف لأوكرانيا شرعيته لا يُغيِّر شيئاً. إنه يرأس نظاماً سياسياً معادياً لروسيا، ويشن حرباً علينا. زعماء الدول التي تشن حروباً دائماً يُعدُّون هدفاً عسكرياً مشروعاً. بالنسبة لنا، فهو مجرم حرب، وفقدان وضعه الرسمي لا يُغيِّر شيئاً”.
وتأتي هذه التصريحات في سياق التوترات المتصاعدة بين روسيا وأوكرانيا، حيث يُنظر إلى زيلينسكي بوصفه شخصية معادية لروسيا، مما يثير المزيد من التوترات في المنطقة.