كتبت/ شيماء السيد محمد
مستشار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للشؤون الدينية، أسامة الأزهري، دعا إلى عقد مناظرة كبرى مع جماعة “تكوين”، معلنًا استعداده للمناقشة مع أعضاء المجموعة بما في ذلك الكتاب والمفكرين البارزين مثل يوسف زيدان، وإبراهيم عيسى، وإسلام بحيري، وفاطمة ناعوت، بالإضافة إلى العالم المصري للآثار زاهي حواس.
يستمر الجدل المثار حول مؤسسة “تكوين” وممثليها في مصر منذ انعقاد أولى جلساتها النقاشية قبل نحو أسبوعين، حيث تتباين الآراء بين اتهامات وبيانات وشد وجذب في الشارع المصري.
وفي تطور جديد، تدخلت الكنيسة المصرية إلى جانب الأزهر الشريف للتصدي للمغالطات والأفكار الهدامة التي تروج لها المؤسسة المذكورة، والدفاع عن ثوابت الدين الإسلامي والمسيحي.
يأتي هذا التدخل في إطار جهود متزايدة لحماية الهوية والقيم الدينية والثقافية في مصر من التأثيرات السلبية التي يمكن أن تطرأ على المجتمع المصري.
وقد أصدر المستشار الديني لرئيس الجمهورية وأحد كبار شيوخ الأزهر الشريف، الشيخ أسامة الأزهري، بيانًا مساء أمس الاثنين، دعا فيه إلى عقد مناظرة كبرى، حيث يناقش وحده جميع أعضاء مؤسسة “تكوين”.
وأوضح الأزهري في بيانه أنه يعفي المؤسسة الأزهرية من دخول هذا الجدل، مؤكدًا على أهمية أن تظل المؤسسة في مسارها الكريم دينيًا ووطنيًا وعلميًا وإنسانيًا تحت إشراف إمامها الأكبر شيخ الأزهر. ولكنه أكد أنه سيتولى بنفسه التصدي لكل هذا الجدل بصفته أحد أبناء الأزهر.
يأتي هذا البيان في ظل استمرار الجدل حول مؤسسة “تكوين” وأنشطتها، ويعكس التحديات التي تواجه السلطات الدينية في مصر في التعامل مع القضايا الدينية والثقافية المثيرة للجدل.
وقد وجه الشيخ أسامة الأزهري رسالة لكل شخصية ذكرها، يطلب فيها النقاش والمناظرة في عدد من النقاط المحددة، بما في ذلك الجدل حول المسجد الأقصى في سيناء، وتصريحات يوسف زيدان بشأن صلاح الدين الأيوبي، وأطروحاته في كتابه “عزازيل” و”ظل الأفعى”، وكتابه “اللاهوت العربي” وغيرها.
وأضاف الأزهري أنه اتصل بالأنبا أرميا من الكنيسة المصرية للمشاركة معه في التصدي لهذه الأفكار، معربًا عن استعدادهما للمشاركة في المناظرة الكبرى، ومشددًا على أهمية توحيد الجهود بين المسلمين والمسيحيين في مواجهة التحديات التي تهدد الدينين.
بعد ساعات قليلة من دعوة الشيخ أسامة الأزهري لعقد مناظرة كبرى، رد الكاتب يوسف زيدان على هذه الدعوة بمنشور على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”. أعرب زيدان عن ترحيبه بالفكرة، ولكن من دون الزج بمؤسسة “تكوين” في الأمر، مؤكدًا أنه سيعقد المناظرة بصفته الشخصية.
وعلى الرغم من تكرار زيدان لرفضه للمناظرات واعتقاده بعدم جدواها، فإنه طلب أن تكون المناظرة بعيدًا عن وسائل الإعلام والضجيج، وأن يتم النقاش بينه وبين الشيخ الأزهري منفردين.
وجه زيدان رسالته للشيخ أسامة الأزهري، معربًا عن تقديره له ولثقافته الواسعة، ومؤكدًا استعداده للنقاش حول القضايا التي طرحها الأزهري، مثل حقيقة المسجد الأقصى وشخصية صلاح الدين الأيوبي، وما طرحه زيدان في كتبه، مع التأكيد على ضرورة إجراء النقاش بروية وهدوء.
وأضاف زيدان أنه لا مانع لديه من إدراج الأنبا “إرميا” الأسقف العام في المناظرة، ولكن اشترط أن يكون اللقاء محدودًا لثلاثتهم فقط.
فيما أصدر الأسقف العام، الأنبا أرميا، بيانًا أكد فيه تعاونه مع الشيخ أسامة الأزهري في الحفاظ على الثوابت الدينية ونشر الوعي، مشددًا على رفضه لإنكار السنة المشرفة والتقليد الكنسي السابق للكتاب بعهديه القديم والجديد الذي نقل لنا كل ما يحدث في المسيحية من شعائر وصلوات.
وأكد الأنبا أرميا أنه يرفض بشدة أي تيارات غريبة أو أفكار هدامة تهدد السلام المجتمعي، أو تضر الشعب مسلميه ومسيحييه، مؤكدًا التزامه بمواجهتها بكل قوة وحزم.
يذكر إن انطلاق مؤسسة “تكوين ” أحدث ضجة كبيرة في مصر، حيث أثارت اهتمام الشارع المصري ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، فضلاً عن تلقيها اهتمامًا كبيرًا في البرامج الحوارية التلفزيونية. فيما تباينت آراء المصريين تجاه هذه المؤسسة، فمنهم من رحب بفكرة النقاش والعمل الفكري، بينما اعتبر آخرون أنها تمثل تهديدًا للقيم والمبادئ الدينية، وأنها تروّج للإلحاد، وهذا ما نفته المؤسسة ومنتسبوها عدة مرات.
يشار إلى أن الكاتب يوسف زيدان قد هدد قبل أيام بالانسحاب من المؤسسة إذا تمت مناظرة بين عضو المؤسسة إسلام بحيري والداعية عبد الله رشدي، أو أي من ممثلي المؤسسة، معلنًا رفضه للمناظرات العامة وعدم جدواها. وأكد زيدان أن من مهام المؤسسة ليس عقد المناظرات بين المتخاصمين أو المواجهات بين المتخالفين، مشيرًا إلى أن التجربة أثبتت عدم جدوى الجدل الديني، وفقًا لتعبيره.