بقلم .د / احمد الجيوشى
اذا كان الحوار الوطني يتجه كما نشر لحصر كل مشاكل التعليم في “بعبع” الثانوية العامة و مكتب تنسيقها و ان حال التعليم سينصلح بمجرد حل قضية الثانوية العامة و بعبعها و مكتب التنسيق .. فأبشركم أننا بذلك نحاول حل قضايا التعليم بنفس الافكار و الرؤي التي خلقتها ابتداء .. الثانوية العامة هي مجرد نتيجة و عرض لامراض كثيرة ضربت و تضرب نظامنا التعليمي منذ عقود وعلاج العرض لن يجد نفعا ما لم نعالج المرض ذاته .. و مرض التعليم يعود لعدة فيروسات أصابت المنظومة و أهمها تعدد نظم التعليم بين حكومي بلا جودة و خاص بلا معايير و أهلي بلا ضوابط و دولي بلا عدالة و كلها بلا انصاف أو تكافؤ للفرص .. ناهيك عن تعدد نظم قبول الطلاب في التعليم الخاص و الاهلي و الدولي علي أسس من التمييز الطبقي و القدرات المالية دون التقيد بالمعايير العالمية التي لا تربط أبدا بين الحق في التعليم و بين تكلفته .. و لا تحرم ابدا اي طالب من نيل حقه في التعليم بكل انواعه بسبب ضعف قدراته المالية طالما انه حقق شروط الالتحاق الاكاديمية و الذهنية. اصلاح التعليم اصلاحا حقيقيا يحدث عندما نعتقد بجد أن التعليم حق و ليس مجرد خدمة و أن ننجح في فصل اركان هذا الحق عن بعضها البعض و هي: منظم الحق و مقدم الحق و ممول الحق .. أما الثانوية العامة فسوف تحل مشكلتها ذاتيا عندما نعرف ماذا نريد من هذه المرحلة الدراسية.