الدكتور احمد اسماعيل / يكتب
تحلّ ذكرى يوم التأسيس للمملكة العربية السعودية، حاملةً معها عبق التاريخ وعظمة الإنجاز، مستحضرةً مسيرةً مجيدة أرسى دعائمها الأجداد، ورسّخ أركانها قادة عظماء، حتى غدت المملكة اليوم نموذجًا فريدًا في الريادة والعطاء.
وما بين المملكة ومصر، جذورٌ ضاربةٌ في عمق التاريخ، وعلاقاتٌ وثيقةٌ تتجلى في أبهى صورها، حيث امتزجت المواقف بالأخوّة، وتشابكت المصالح بروابط الدم والمصير المشترك، فكانت الدولتان على مرّ العصور صرحًا متينًا للأمة العربية، وسندًا قويًا لبعضهما في كل محفلٍ ومحنة ومنحة.
وفي العقد الأخير، بدت رؤي وخطط التنمية في المملكة بإطلالةً جديدة – استمرارا لعقود من النهضة والنماء – إذ مضت بخطىً واثقةٍ في مسيرةٍ تحاكي المستحيل، وتخطُّ في صفحات الزمن ملحمةَ إنجازٍ يُبهر العقول، حينما اعتمدت رؤيتها على تنوع مصادر الاقتصاد دون الاعتماد على اقتصاد النفط ، وسلك قادتها الطريق الأصعب لتحقيق طفرة تنموية شاملة في مختلف المجالات، وضمان ان تستمر كسيرة التنمية بخطى واثقة نحو المستقبل، حتى اصبحت رؤيتها الطموحة تعانق عنان السماء، وازدانت مدنها بالمشاريع العملاقة، وازدهرت قطاعاتها بالتحديث المستمر، في نهضةٍ يشهد عليها القاصي والداني.
وقد شرفتُ على مدار العام بالمشاركة في مهمة عمل بالمملكة ، مما أتاح لي فرصة الاطلاع على الجهود العظيمة التي تُبذل في سبيل التنمية، ودرست العديد من الملفات الهامة ذات الصلة بالاستراتيجيات والبرامج الوطنية بدءا من برنامج التحول الوطني الذى يمضي بخطى واثقة نحو عصر جديد من الاعتماد على مصادر متنوعة للاقتصاد، ورؤية التنمية المستدامة 2030 والاستراتيجيات والمبادرات في المجالات الزراعية والبيئية، ولم يقتصر الأمر على التعمق فى هذه الملفات فقد اتيحت لي الفرصة لتعزيز هذا الاطلاع بجولات ميدانية بين مشاريعها الطموحة، فرأيتُ نهضةً زراعيةً بيئيةً تبهر الأبصار، وسواعد وطنيةً تبني بعزيمةٍ لا تعرف الكلل، فكلُّ من زار أرضها المباركة، أو سار في ربوعها الواسعة، أدرك بعينيه ما تصنعه الأيدي المخلصة من إنجازاتٍ يُشار إليها بالبنان.حيث تسطر المملكة فصولًا جديدة من التقدم والتنمية الهادفة الى تحقيق الاستدامة ومراصلة الإزدهار.
وفي هذه المناسبة العزيزة، أتقدّم بأصدق التهاني إلى زملائي وأصدقائي بالمملكة العربية السعودية، داعيًا الله أن يديم عزّها وأمنها ورخاءها، وأن يحفظ مليكها المُفدّى ووليّ عهده، وأن يسدد خطاهم لما فيه خير البلاد والعباد.
وكل عام والمملكة في رفعةٍ ونماء، وعزٍّ وسناء
كاتب المقال: رئيس اللجنة العامة للتخطيط والمتابعة، وعضو الهيئة العليا لمؤسسة القادة للعلوم الإدارية والتنمية – مصر.