بقلم دكتورة / سماح باقي
الشعب والجيش …معادلة النجاة
مرت مصر بما مر به العديد من
الدول العربية بما يسمى ” ثورات الربيع العربي” عام 2011 .
وقد رفعت هذه الثورات شعارات تعبر عن شغف الحرية… والحياة الكريمة والعدالة الإجتماعية..فهل سطعت شمس الحرية والعدالة الاجتماعية بل والعدالة من الأساس على تلك الدول؟!
هذا السيناريو الذي لم يختلف كثيرا في مصر عنه في باقي الدول العربية التي استهدفها الربيع العربي، ولكن لمصر وضع خاص خوارزمية لا يعلم حل شفرتها أحد ، هذه الخوارزمية هي جيش وطني من خير أجناد الأرض كما وصفها النبي صل الله عليه وسلم ،وشعب لا تستطيع المراهنة على ردة فعله إذا ما تعلق الأمر بسلامة وأمن وطنه.
غيرت مصر من اتجاه رياح عاصفة الربيع العربي عام 2013
هذه العواصف التي أخذت في طريقها الأخضر واليابس في باقي البلدان، وآخرهم سوريا التي تعيش الآن على مشارف الحرب الأهلية أو التطهير العرقي ،
ولكن التساؤل هنا هل سطعت لمصر شمس الاستقرار؟
الحقيقة أن الاستقرار المستدام الذي يأمله كل وطني مخلص لن يتجسد على الأرض إلا بالتكاتف خلف القيادة ،
ولنا في مصر دروس من صمود ها أمام الربيع العربي”
فالخوارزمية الذكية اعتمدت على عدة عوامل رئيسية أهمها :
الوحدة الوطنية أولًا
لعل القاصي والداني يعلم أن الانقسام هو أقوى سلاح للفوضى ، عندما يدرك الشعب أن مستقبله مرتبط بوحدته، يستطيع تجاوز الأزمات ، فأمام كل سبب يفرقنا مليون سبب يجمعنا
المؤسسات القوية تحمي الدول
إن الدولة التي لا تملك مؤسسات قوية تنهار عند أول اختبار.
و مصر نجحت لأنها اعتمدت على مؤسسات راسخة ، قواتها المسلحة حد، القضاء، والأمن القومي حافظ كل ذلك على استقرارها في أحلك الظروف.
الوعي هو خط الدفاع الأول
الشائعات والأخبار الكاذبة تُستخدم كأدوات لهدم الدول من الداخل ، وهو سلاح فتاك غير مكلف ، من يفكر قبل أن يصدق، ومن يبحث عن الحقيقة قبل أن يتحرك، يكون دائمًا في أمان.
الاقتصاد القوي حصن منيع
الأزمات الاقتصادية تُغذي الفوضى. الاستثمار في *البنية التحتية، الإنتاج المحلي، والاكتفاء الذاتي* يجعل أي دولة أقوى في مواجهة التحديات.
القيادة الحكيمة تصنع الفارق
وجود *قيادة حازمة وواعية* تستطيع اتخاذ القرارات الصحيحة في الوقت المناسب، هو الفارق بين النجاة والانهيار.
خوارزمية كانت نتيجتها ان مصر نموذج للنجاة من العاصفة
إذا أردت أن تنجو من أي عاصفة، سواء كانت سياسية، اقتصادية، أو اجتماعية، فتذكر أن الوعي بأن أي انتقادات لا تهدف لتحقيق الصالح العام في هذا الوقت الحرج هو خيانة لوطن لا مثيل له ، وأن الحياد في وقت الأزمات خيانة ، والنقد الذي يهدف للإصلاح سيأتي وقته حين تشرق على مصر شمس الاستقرار المستدام … حفظ الله مصر

























