موضوع جديد و هام بقلم دكتور/ أحمد عيسى
استشاري العلاقات العامة والرأي العام بالمبادرة الرئاسية
أعزائي القراء، مرحبا بكم من جديد في موضوع أرى من وجهة نظري أنه بات ملحا تفهم أبعاده، خاصة وقد أصبح شائعا أن نجد بين الحين والحين هذا المصطلح طافيا على سطح الأحداث.
ولكن فى البداية ما هو كبش الفداء؟
من المتعارف عليه أن كبش الفداء يطلق على شخص تم التضحية به من أجل تصحيح أوضاع ربما كانت خاطئة لفترة من الزمن وما أن تم كشف ملابساتها حتى تجد نفسك مع كثير من جموع الجماهير تشير إلى شخص أنه هو المتسبب فى هذا الخطأ الجسيم، وفى ذات الوقت تجد نفسك مندهشا كيف يكون هو المسئول بالرغم من ضعف إمكانياته وبلادة أدواته.
وأيضا، مما يزيد من دهشتك أن تجد هذا الشخص الذي نطلق عليه كبش فداء مستسلم تماما ومعترف بأنه المتسبب في هذا الخطأ الجسيم!
أمور كثيرة متداخلة ومتشابكة ولكن الفيصل فيها هو إيمان كبش الفداء بأنه السبب أو المتسبب، وفي النهاية يتم تقديمه لينال عقابه ولكن ثمة هتاف داخلي بداخل كل منا يهتف بأن هناك حقيقة غير ما نراه ونسمعه.
ولهذا، كانت كلماتي في هذا المقال لكي أضع الحقائق جلية أمام كل قارئ حتى لا يقع يوما فى فخ كبش الفداء الذى لا نجاة منه!
بالتأمل فى قصص أولئك الذين تم تقديمهم كباش فداء على مر التاريخ تجد هناك ثلاث صفات مهدت الطريق أمامهم ليكونوا كباش فداء.
هذه الصفات الثلاثة تجدها مجتمعة في كلمة “كبش” ولكل حرف منها كلمة يشير إليها طبقا لما سنتناوله في هذا المقال.
★الطريق إلى كبش الفداء يبدأ بحرف “ك” وهو يشير إلى (كسل) وأقصد منها إذا كان الكسل مسيطرا عليك في كل شئون حياتك فتأكد أنك تسير نحو كبش الفداء بخطى ثابتة في كل علاقاتك سواء العاطفية أو المهنية؛ لأن العلاقات تنمو بسرعة ردود الأفعال.
وذلك الكسل الذي كسى قلبك من شأنه أن يضعف نبض ردود أفعالك وبالتالي تصبح هذه العلاقات التي بينك وبين من سيضحي بك فى أقرب عيد للخلاص عبئا وحملا ثقيلا يحلم بالفكاك والخلاص منه فى أقرب محطة.
★والآن جاء دور الحرف الثاني في كلمة “كبش ” وهو حرف “ب” وهو يشير إلى كلمة (بخس الحقوق)،
وأقصد منها أنك إذا أردت أن تصبح كبش فداء عليك أن تكون متصفا بعدم العرفان والشكر لمن حولك ولمن تجمعك بهم علاقات عاطفية أو مهنية أو حتى مجتمعية.. عليك أن تشتهر ببخس الناس حقوقهم وأشياءهم حينما تصل إلى قمة الهرم.. إنك بهذه الصفة أؤكد لك بأنك تأهلت بجدارة لأن تصبح كبش فداء مع أول أيام التضحية، لأنك أصبحت رمزا للإهمال والأنانية والعمى العاطفي لمن تجمعك بهم أى علاقة.
★وأخيرا لكي تصبح كبش فداء نصل إلى أخر حرف في كلمة كبش وهو حرف “ش” وأعني به (شيوع الأسرار) (وشرود الذهن) ، وأقصد من وراء ذلك أنك إذا أردت أن تصبح كبش فداء عليك أن لا تكتم سرا لأي شخص ائتمنك على أسراره وكذلك أيضا عليك أن تشيع كل أسرارك وذهبك وذهابك ومذهبك، وأيضا عليك أن تكون متصفا بشرود الذهن فلا تركيز عندك لأي شخص يتحدث معك أو يود قطف نصيحة من نصائحك، عندها تصبح جلستك مملة وكلمتك مقلة ورؤيتك علة والابتعاد عنك أفضل مِنة.
أعزائي القراء، لعلي أكون وفيت في كلماتي هذه بعضا مما أدين به لكم فى قلبى وأعتذر عن غيابي عنكم بسبب وفاة عمي الحبيب رحمه، وأرجو أن تكون كلمات هذا المقال حاجزا لكم من أن يصبح أحدكم فريسة سهلة عنوانها كبش فداء،
وإلى اللقاء في مقال جديد نتسلح به في معركة الوعي التي نواجهها في شتى مناحي حياتنا العاطفية والمهنية والمجتمعية وإلى أن نلتقي في مقال جديد، دمتم بألف خير .

























