حينما أطلق لفظ السلام الكل قد يعتقد أن أقصد السلام المناقض للحرب، ولكن ما أعنيه هنا هو السلام الداخلي الذي يحقق السلام العالمي، فلن نستطيع تحقيق السلام الذي نريده إلا عندما نبدأ أولا بتحقيقه داخل أنفسنا ، فنسمع عن الاحتفال باليوم العالمي للسلام، واليوم العالمي لعيد الحب، واليوم العالمي لعيد الطفولة والمرأة وألام وغيرها من الأعياد، ونعتقد أن بالاحتفال بكل تلك الأعياد حققنا ما نريده! فالحب لا يحتاج ليوم واحد في السنة لكي نحتفل به ونحب بعضنا البعض فيه، بل الحب يجب أن يكون بداخلنا طيلة حياتنا، وخلال مشوار حياتنا، فمنذ أن نهضت مصر نهضتها الكبرى وسارت ثورتها الخالدة التي خلصتها من عهود والفساد وقاد سفينتها ملاح ماهر وهب نفسه لخدمة شعبه ووطنه وتغلب على ما صادفه من رياح وعواصف إلى أن وصل بنا لبر الآمان والسلام إلا وهو سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي رأينا فيه معنى الحب والإنسانية والسلام الذي يتحلى به ووصل لنا جميعًا ،وأعطانا درس في السلام والحب والإنسانية من خلال أفعاله التي تطابقت مع كلامه، فقد وجدنا فيه معنى الحب والإنسانية المُفتقدة اليوم ، فلن تنهض مصر إلا بالحب والسلام الذي يبدأ من داخل أنفسنا ، فإذا تحقق ذلك فنستطيع الحصول على ما نريد الحصول عليه من حقوق ، فحقوق الإنسان التي نطالب بها جميعًا وينادي بها العالم الخارجي لن تتحقق إلا من داخلنا أولا ،ولا نستطيع مطالبة الدولة بحقوقنا إلا إذا حققناها داخل أنفنا أولًا، أي نحترم حقوق بعضنا البعض أولًا ثم نطالب بها الدولة ثانيًا، فبناء الإنسان يعقبه بناء المجتمع ، وبناء الإنسان من الداخل أولًا ، فما يفرق دولة عن آخري الإنسان المتمثل في شعب هذه الدولة ، فما يفرق دولة عن آخرى التي نراها متقدمة ومتحضرة هو الشعب الذي يتسم بالحضارة والثقافة النابعة من الصفات الداخلية ، فالجميع عندما يسافر ويعود الى بلده يتحدث بإنبهار عن الدولة التي سافر إليها ونراه في حديثه يتحدث عن جمال الشعب وصفاته المتحضرة ، الإبتسامة التي يتحلى بها شعب هذه الدولة ، يتحدث عن نضافة الدولة وعدم إيجاد ورقة ملقاه على أرض هذه الدولة ، ثم يتحدث عن السلام الداخلي الذي يتحلى به شعب هذه الدولة ، والصفات الإنسانية والتي هي في حقيقة الأمر نفتقدها في وطننا ، ولا يعلم الجميع أن هذه هي صفات ومعنى الإسلام الحقيقي ، والتي نادى بها الإسلام منذ آلاف السنين ، وما يحزن هو إتباع الغرب لتعاليم الإسلام الحقيقية وتقلده بها ونحن أتخذنا من الإسلام الظاهر فقط!وأكتفينا بالأحتفال بالحب وجعله عيد، وهم يطبقونه يوميًا في حياتهم اليومية ومحن نحتفل به من السنة للسنة! لذا ننظر جميعًا بعين الحب والإمتنان لشعوب العالم بل نجد أنفسنا نعشق شعوب العالم الغربي، ولا نعلم أن السبب هو تحليهم بالسلام الداخلي والحب لأنفسهم وللحياة، لذا نرى أطفالنا وشبابنا لا يرغبون في الحياة ولديهم رغبة في الإنتحار ، لانهم ولدوا في جو لم يجدوا فيه الحب والسلام ، بالطبع الجميع يتحدث عن الحب ولا يعرف عنه غير ما قرأه في شعر نزار وأغاني أم كلثوم وعبد الحليم، ولكن لا يعلم الجميع أن هناك حب أسمى وهو حب الوطن بل هو الحب الدائم للأبد ، والوطن الذي نعيش فيه والذي يجب أن نموت من أجله ، فالوطن يستحق أن نتغير من أجله كما يتغير الحبيب من أجل محبوبته، فعندما يشيع الحب بداخلنا اولًا ويتحقق السلام الداخلي بداخل أنفسنا وقتها يحق لنا الإحتفال بعيد الحب، حب الشعب لنفسه أولًا وحبه لوطنه ثانيًا.
وفي النهاية أقول أن الحب تخلقه في داخلك لكي تنعم به أما إذا عجزت عن خلقة فلن يفيدك أن يحبك العالم كله .