في الوقت الذي يستعد فيه إقليم كردستان العراق للمضي قدماً في إجراء الاستفتاء للانفصال عن العراق، المزمع عقده الاثنين القادم، بدأت عملية التصويت، اليوم السبت، في بعض البلدان خارج العراق، وسط تزايد الضغوط الدولية للعدول عن الاستفتاء.
وأعلنت المفوضية العليا للإنتخابات والاستفتاء في إقليم كردستان، اليوم، بدء أكراد الخارج الإدلاء بأصواتهم إلكترونياً في الاستفتاء على انفصال الإقليم عن العراق، موضحة أن “عملية التصويت بدأت في الصين، أمس، وستستمر لمدة ثلاثة أيام في أوروبا والدول الأخرى، لتبدأ غداً الاثنين في عموم المناطق داخل الإقليم.
وذكرت المفوضية في بيان اليوم السبت، أن “الشخص الذي يرغب بالتصويت يجب أن يكون من مواطني محافظات إقليم كردستان العراق أو المناطق المتنازع عليها من الذين يعيشون خارج العراق حالياً، وألا يقل عمره عن 18 عاماً ومقيد في قاعدة البيانات”، مؤكدة أن “الاعتماد على الجنسية العراقية سيكون الأساس في القبول بالمشاركة في الاستفتاء”.
وأشار البيان إلى أن “عملية التسجيل والتصويت ستكون بثلاث لغات، الكردية والعربية والإنجليزية، عبر الموقع التابع للمفوضية”.
من جانبه، أعلن مدير شرطة محافظة أربيل، العميد عبد الخالق طلعت، أن الأجهزة الأمنية قد اتخذت التدابير اللازمة لتأمين عملية التصويت وهي “جاهزة لتأمين الاستفتاء”، موضحاً أن”يوم الاستفتاء ستكون الأجهزة الأمنية كافة على استعداد لتأمين المواطنين أثناء التوجه للإدلاء بأصواتهم في مراكز الاقتراع ضمن الحدود الإدارية لمحافظة أربيل والذي يتخطى عددهم 400 صندوق للاقتراع “، بحسب شبكة “سكاي.نيوز.عربية” الإخبارية.
يأتي هذا في وقت تضافر العديد من الدول لاسيما تركيا وإيران للتنديد والتهديد بمسألة المضي بالاستفتاء، وسط “تمسك” كردي واضح بإجرائه رغم كل الضغوط الدولية.
من جهته، أعلن نائب رئيس الوزراء التركي، بكر بوزداج، السبت، أن “مجلس الوزراء التركي اتخذ في اجتماع برئاسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مجموعة من الإجراءات ردا على الاستفتاء، إلا أنه من السابق لأوانه الإعلان عنها الآن”.
فيما شدد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم، اليوم، على أن “الخطوات التي ستتخذها تركيا رداً على الاستفتاء المزمع على الاستقلال في المنطقة الكردية بشمال العراق ستكون لها أبعاد دبلوماسية وسياسية واقتصادية وأمنية”.
من جانبه، أكد وزير دولة الإمارات للشئون الخارجية أنور قرقاش على موقف الإمارات الداعي إلى وحدة العراق كوطن واحد، معتبراً أن “النظام الفيدرالي قد يكون البديل الأنجع من الانفصال”.
وقال قرقاش في تغريدة على حسابه الرسمي على موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، السبت: أنه”مع اقتراب موعد الاستفتاء في كردستان العراق تؤكد الإمارات على وحدة العراق، وطناً يسع الجميع، تجربتنا دليل على مرونة النظام الفيدرالي وإمكانياته”، بحسب موقع العربية”نت” الإخباري.
يأتي هذا الموقف بعد تصريحات “شبه نارية”لرئيس إقليم كردستان العراق، أمام الآلاف ممن احتشدوا في أربيل، دعماً لإجراء الاستفتاء، حيث أكد مسعود بارزاني أن الاستفتاء سيجري في موعده، وأنه خرج من سلطة الأحزاب وبات بين أيدي الجماهير.
وقال بارزاني أمام حشد كبير في ملعب لكرة القدم في أربيل “حالياً، الاستفتاء خرج من يدي ويد الأحزاب وأصبح بيدكم”، متهماً بغداد بالفشل في بناء شراكة مع كردستان.
وتابع”نحن نقول إننا مستعدون لحوار جدي وبعقلية متفتحة مع بغداد، ولكن بعد 25 سبتمبر، لأن الوقت فات”.
في غضون ذلك، تجمع مئات العراقيين، أمس الأول، في نينوى احتجاجا على الاستفتاء، ورفع المتظاهرون العلم الوطني العراقي، وحملوا لافتات تدعم وحدة أراضي البلاد.