أجل وبكل الحب والتقدير نهتف وبأعلى صوت مع كوكب الشرق أم كلثوم هذه الأغنية الخالدة التي تتدفق مشاعر نبيلة وعاطفة صادقة تعكس ما لمصر أم الدنيا من مكانة سامية تؤكد عظمتها ودورها التاريخي الرائد منذ أقدم العصوروهو ما يؤيده أولاً قوله تعالى:”وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين” .”وأوحينا إلى أم موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا..” ويقول فرعون معتزا بمصر:” قال ياقوم أليس لي ملك مصروهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون ” وقال تعالى : اهبطوا مصر فإن لكم فيها ما سألتم”، فهي بلد الخير والعطاء ما دامت الأرض والسماء.
وبشر الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم بفتح مصر وما فيه من خير وفير:”إذا فتح الله عليكم مصرفاتخذوا بها جندا كثيفا فذلك الجند خير أجناد الأرض، قال أبو بكر : لم يا رسول الله؟ ، قال :لأنهم وأزواجهم في رباط إلى يوم القيامة.”
أبعد كل هذا نجد من يأتي ليشكك في منزلة مصر العظمى دينا ودنيا؟؟!!..قديما وحديثا؟؟ علما وعملا؟؟ لذا كانت مصر أم الدنيا على امتداد تاريخها المشرق، فأنجبت أعظم القادة الفاتحين عمرو بن العاص واحتضنت أعظم الفقهاء الإمام الشافعي وعلى أرضها يقف شامخا الجامع الأزهر الشريف ومنه تخرج العلماء الذين سارت بذكرهم الركبان ونشروا الإسلام في كل مكان ليظل منارة تتلألأ تبدد ظلمات الجهل حيثما كان.
وبعد كل هذا تأتي فئة ضالة أعمى الحقد بصرها وبصيرتها لتنحرف بمصر عن ريادتها التي خصهه الله به.، وتتهمها بأكاذيب وأضاليل لا نهاية لها.. لكن لن يكون لها ما تريد فمصر محروسة ودعوات الخير والسلامة لها موصولة.
إن التفجير الأخير الذي وقع بمسجد الروضة بالعريش وأوقع مئات القتلى والجرحى وهم بين يدي الله يؤدون صلاة الفجر، حادث رهيب وعمل إرهابي تقشعر له الأبدان..؟؟!!
ومع كل ما حل بنا من ألم وحزن فإننا نردد بعزة وشموخ الأغنية الخالدة:
مصر التي في خاطري وفي فمي
أحبها من كل روحي ودمي
يا ليت كل مؤمن بعزها
يحبها حبي لها
بني الحمى والوطن من منكم يحبها مثلي أنا.
نحبها من روحنا.
ونفتديها بالعزيز الأكرم.
من عمرنا وجهدنا.
وتظل مصر أم الدنيا أمَّنا وعزنا وفخرنا.
مصر أمي فداء أمي حياتي سلمت أمُّنا مصر من كل العاديات.
ومحروسة يا مصر دائما وأبدا، وعين الله ترعاك في الشدة والرخاء صباح مساء.
*كاتب فلسطيني