توالت المواقف المنددة بالقرار الذي اتخذته الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء اليوم الأربعاء، والقاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، حيث جاءت غالبية التعليقات والمواقف منددة ورافضة له، باستثناء موقف نتنياهو اليتيم، والذي شكرا فيه ترامب على هذا القرار.
وفيما يلي أبرز مواقف الدول والحكومات بعد هذا القرار الأمريكي المثير للجدل.
ماكرون: فرنسا لا تساند قرار ترامب بشأنة القدس
عبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، رفضه لقرار الرئيس الأمريكي الاعتراف القدس عاصمة لإسرائيل، قائلا “إن قرار ترامب الأحادي مؤسف وفرنسا لا تؤيده”.
وقال ماكرون، خلال زيارة للجزائر، إن “هذا القرار مؤسف وفرنسا لا تؤيده ويتناقض مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.
وأكد أن “وضع القدس يحدده الإسرائيليون والفلسطينيون من خلال المفاوضات”، داعيا “جميع الأطراف إلى الهدوء وضرورة تجنب العنف”.
جوتيريش: لابديل عن حل الدولتين
وبدوره، شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش،على أنه “لا بديل عن حل الدولتين للصراع بين الفلسطينيين والإٍسرائيليين، وإن القدس قضية وضع نهائي ينبغي حلها من خلال المفاوضات المباشرة”.
وأكد جوتيريش، بعد أن اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، “تحدثت بشكل مستمر ضد أي إجراءات أحادية الجانب تعرض للخطر احتمالات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين”.
وأضاف للصحفيين، “في هذه اللحظة المشوبة بالقلق الشديد أود أن أوضح: لا بديل عن حل الدولتين.. لا توجد خطة بديلة.. سأبذل كل ما في وسعي لدعم الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين للعودة إلى مفاوضات مجدية”.
نتنياهو: شكرا ترامب
وفي هذه الأثناء، سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى الإشادة بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إلى المدينة، ووصف القرار بأنه “حدث تاريخي”.
وقال نتنياهو، في كلمة مصورة معدة سلفا، إن “أي اتفاق سلام مع الفلسطينيين ينبغي أن يتضمن القدس عاصمة لإسرائيل كما حث الدول إلى نقل سفاراتها إلى المدينة”.
حماس: عدوان صارخ
وفي أول تعليق من الداخل الفلسطيي، قالت حركة “حماس”، إن اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل وقراره نقل السفارة الأمريكية إلى المدينة هو “عدوان صارخ على الشعب الفلسطيني”.
ودعت حماس، العرب والمسلمين “إلى اتخاذ قرارات لتقويض المصالح الأمريكية في المنطقة”.
وقالت حماس “ندعو منظمة التحرير والرئيس محمود عباس إلى سحب الاعتراف بإسرائيل وإلى إلغاء اتفاقية أوسلو ردا على إعلان ترامب”.
الأردن: وضع القدس يتقرر بالتفاوض
وبدورها، رفضت الحكومة الأردنية، قرار الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، ونقل سفارتها اليها، مؤكدة أنه “يمثل خرقا لقرارات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة، التي تؤكد ان وضع القدس يتقرر بالتفاوض”.
وقال وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المؤمني، إن المملكة “ترفض القرار الذي يزيد التوتر، ويكرس الإحتلال”. وتابع “نعتبر جميع الإجراءات الأحادية التي تستهدف فرض حقائق جديدة على الأرض لاغية وباطلة”.
واضاف، أن القرار الذي يستبق نتائج مفاوضات الوضع النهائي “يؤجج الغضب ويستفز مشاعر المسلمين والمسيحيين على امتداد العالمين العربي والاسلامي”.
وشدد المؤمني، على أن “اعتراف أي دولة بالقدس عاصمة لإسرائيل لا ينشئ أي أثر قانوني في تغيير وضع القدس كأرض محتلة، وفق ما أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية في قرارها حول قضية الجدار العازل”.
مصر: نرفض الأثار المترتبة على القرار
وفي أول تعليق عربي، على قرار ترامب، قالت وزارة الخارجية، إن “مصر تستنكر إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وترفض أية آثار مترتبة عليه”.
وأضافت في بيان، “أكدت مصر على أن اتخاذ مثل هذه القرارات الأحادية يعد مخالفا لقرارات الشرعية الدولية، ولن يغير من الوضعية القانونية لمدينة القدس باعتبارها واقعة تحت الاحتلال وعدم جواز القيام بأية أعمال من شأنها تغيير الوضع القائم في المدينة”.
وأشارت، إلى “قلق مصر البالغ من التداعيات المحتملة لهذا القرار على استقرار المنطقة، لما ينطوي عليه من تأجيج مشاعر الشعوب العربية والإسلامية نظرا للمكانة الروحية والثقافية والتاريخية الكبيرة لمدينة القدس في الوجدانين العربي والإسلامي”.
وذكرت الوزارة، أن القرار ستكون له “تأثيرات سلبية للغاية” على عملية السلام.
تركيا: قرار “غير مسؤول”
ومن جهتها، نددت وزارة الخارجية التركية بقرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل بوصفه “غير مسؤول”، ودعت واشنطن لـ”إعادة النظر في هذا التحرك”.
وقالت الخارجية في بيان “ندين هذا البيان غير المسؤول من الإدارة الأمريكية… بأنها تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وستنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس”.
وأضافت، “ندعو الإدارة الأمريكية لإعادة النظر في هذا القرار المعيب، الذي قد يؤدي إلى نتائج سلبية للغاية وتفادي الخطوات غير المحسوبة التي ستضر بالهوية المتنوعة ثقافيا والوضع التاريخي للقدس.”