افتتح الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، مساء اليوم الجمعة، بمدينة أسوان، فعاليات المؤتمر الدولى الخامس لجامعة حلوان تحت عنوان “حفظ التراث وإدارة المواقع بأسوان”، بحضور الدكتور حسام الملاح، رئيس قطاع البعثات الأجنبية وشئون الوافدين بوزارة التعليم العالى، والدكتور ماجد نجم، رئيس جامعة حلوان، والدكتور أحمد غلاب، رئيس جامعة أسوان، وعدد من رؤساء الجامعات الألمانية لدعم السياحة داخل مصر.
وتستمر فعاليات المؤتمر الذى تنظمه جامعة حلوان متمثلة فى كلية السياحة والفنادق، بالتنسيق مع جامعة أسوان، لمدة 3 أيام خلال الفترة من 8 وحتى 11 ديسمبر الحالى.
ويهدف المؤتمر إلى التعاون بين المنظمات الدولية لترويج السياحة المصرية، ويبعث المؤتمر عدة رسائل أهمها رسالة واضحة للعالم هى عودة السياحة بكل أمن وأمان، خاصة بعد الأحداث الإرهابية الأخيرة، والرسالة الأخرى أن محافظة أسوان تمتلك العديد من الآثار والمناظر الخلابة فهى تربة خصبة للثقافة والسياحة معا، والدليل على ذلك أنه منذ أيام قليلة تم الوصول إلى كشف أثرى بالتعاون مع جامعة إسبانية وعمل مسح ضوئى عن مومياوات أبو الهول.
وأعلن وزير الآثار، خلال كلمته فى افتتاح المؤتمر، عن فتح عدد من المواقع الأثرية أمام المتدربين فى مشروع “حفظ التراث وإدارة المواقع”، والذى تنظمه جامعة حلوان بالتعاون مع جامعة براندنبورج للتكنولوجيا بألمانيا.
وأكد “العنانى” أن الوزارة تمد يد العون والمساعدة للمشروع، لأن البرنامج جديد من نوعه فى مصر، ويعد نموذجا ناجحا للتعاون المصرى الأجنبى المشترك للتعليم العالى، معلقاً: “لدينا خبراء من العاملين فى برنامج التدريب من وزارة الآثار وجامعة حلوان وجامعة براندنبورج للتكنولوجيا بألمانيا، وخبراء أجانب، وسنحول البرنامج من مرحلة التطبيق النظرى إلى التطبيق العملى”.
وأشار إلى أن البرنامج يهدف إلى إكساب الطلاب الملتحقين به المعارف والمهارات والقدرات اللازمة لإدارة التراث الثقافى بصورة عامة، والمواقع الأثرية والتراثية بصفة خاصة، ويقدم البرنامج مجموعة من الوحدات الدراسية التى تجمع بين المواد العامة المؤهلة للدراسة والبحث فى مرحلة الماجستير، والمواد المرتبطة بحفظ التراث، والمواد المرتبطة بإدارة المواقع الأثرية، بالإضافة إلى مواد أخرى متعلقة بالتهيئة والإدارة السياحية للمواقع التراثية، ومن خلال تلك المجموعة من الوحدات الدراسية المختارة بعناية، والتى تجمع بين وحدات إجبارية وأخرى اختيارية، يتم تأهيل المدير الناجح للموقع التراثى.
ومن جانبه، أكد الدكتور ماجد نجم، رئيس جامعة حلوان، أن مصر تعتبر وجهة سياحية فريدة، وذلك لما تمتلكه من مواقع تراثية عالمية، مضيفاً أن هذا المؤتمر يقدم فرصة مميزة للباحثين فى مجال السياحة والتراث والمستثمرين والمسئولين وغيرهم من المهتمين للتجمع فى رحاب التراث المصرى، ومناقشة آمالهم واهتماماتهم بمستقبل التراث والسياحة على المستوى العالمى فى هذا الإطار السياحى والتراثى المصرى الفريد.
وتابع الدكتور نجم أن المؤتمر يقدم مناخا مثاليا لتقديم الأفكار الجديدة وبدء مناقشات قوية حول النظريات التراثية والسياحية وكيفية تطبيقها، كما يسعى المؤتمر إلى تحقيق التواصل وإتاحة الفرصة للتعاون الفعال بين مختلف الكيانات العامة والخاصة والباحثين المعنيين بمجالى التراث والسياحة، بالإضافة إلى تمكين طلاب الدراسات العليا والباحثين الجدد من تعزيز خبراتهم.
ولفت رئيس جامعة حلوان إلى أنه لا يمكن لأى مجتمع أن يزدهر بدون الثقافة، كما لا يمكن تحقيق تنمية فى غياب الثقافة، فالتراث الثقافى هو سلعة عامة عالمية يجب الحفاظ عليها من أجل المستقبل.
وفى سياق متصل، قال الدكتور أحمد غلاب، رئيس جامعة أسوان، إن جامعة أسوان تعمل على التنمية المستدامة بمختلف القطاعات التى تخدم المحافظة من خلال تشجيع سياحة المؤتمرات لإنعاش السياحة وعودتها مرة أخرى، خاصة أن محافظة أسوان مشتى عالمى يجذب أنظار العالم، مشيرا إلى أن جامعة أسوان تسعى جاهدة لإحداث طفرة جديدة فى التعليم العالى بالتعاون مع وزارة التعليم العالى والجامعات الدولية الأخرى.
وواصل الدكتور غلاب الحديث قائلا إن الجامعة وضعت قضية البحث العلمى نصب أعينها منذ استقلال وإنشاء الجامعة فى عام 2012، حيث نجحنا مؤخرا بالتعاون مع جامعة خاين الإسبانية فى التوصل إلى كشف علمى متعلق بمجال الآثار لمومياوتين بمنطقة قبة الهوا الأثرية بأسوان.
وأوضح رئيس جامعة أسوان أنه فى ضوء التواصل مع دول القارة الأفريقية، افتتحت الجامعة معهدا للبحوث الأفريقية ليكون حلقة تواصل بين مصر وأشقائها من دول القارة السمراء، مطالبا وزارة الآثار بتطويع جهودها من أجل حفظ التراث الأثرى داخل مختلف المواقع الأثرية باعتباره تراثا للأجيال القادمة.
وفى سياق آخر، تفقد وزير الآثار على هامش حضوره المؤتمر، معابد النوبة القديمة خلف السد العالى، منها معابد كلابشة وقرطاس وبيت الوالى وفيلة، إضافة إلى المسلة الناقصة والجبانة الفاطمية القديمة، كما تفقد المتحف النوبى لحل عدد من المشاكل منها المرافق والخدمات بالمتحف وفواتير الكهرباء المتأخرة.
