عندما يصل الإهمال والفساد إلى إزهاق الأرواح فيجب أن ننتفض جمعياً فالإنسان هو محور الحياة وسبب السعي والتصارع بين الجميع ،فما حدث يوم الجمعة الماضية في حمام السباحة بـ ( إستاد القاهرة) العريق يحتاج إلى أعادة النظر وتصحيح ومراجعة لكل آليات العمل داخل المنظومة الرياضية والتدريبية والتاهيلية في (مصر ).
أن غرق الشاب محمد بدر ابن المنوفية صاحب الـ(18) عام ما هو إلا حلقة متصلة من مسلسل الإهمال والفساد الذي نعيشه وهو ليس الحادث الأول ولن يكون الأخير، إلا إذا تم تصحيح الأوضاع داخل المنظومة الرياضية .
محمد غرق هو يبحث عن مستقبل أفضل فعلى الرغم من دراسته في دبلوم الصناعة إلى أن حلمة كان كبير ،هذا الحلم الذي دفع حياته ثمنا لتحقيقيه ،عندما اصطدام بالإهمال و التبلد المستفز وموت الضمير من المسؤولين بعد أن تركوه في حمام السباحة 24 ساعة دون أن يدري به أحد .
محمد كان يحلم بالمعهد الفني للقوات المسلحة ليكون جندياً في صفوف الجيش المصري ،محمد كان يحلم أن يرد الجميل لأهلة أمه وأبوة وكل من ساهم في تحقيق حلمة الذي تحطم واغتيل على أيدي الإهمال ،محمد كان يحلم بمستقبل لم يكن يدري أن يستقر به في حمام سباحة إستاد القاهرة .
لو تحدثنا عن جوانب الإهمال في الأكاديمية الخاصة بتدريب هؤلاء الشباب وتأهيلهم لن يكفينا الوقت ولا المساحة ولكن هيئة الأستاذ شريكة في الجريمة وكذلك مسؤولي وزارة الشباب والرياضة ولن نستثني أحد (كلنا فاسدون كلنا مهملين )دم محمد الذي أهدر في رقبة الجميع .
ننتظر تحقيقات النيابة واستجواب البرلمان لرئيس الوزراء ووزير الشباب وبعدها فقط نعرف من قتل محمد بدر ,الذي غرق حلمة بين الإهمال والفساد .