اليوم ٢٥ مايو ، ذكرى تأسيس الاتحاد الافريقي منذ أن كان منظمة الوحدة الأفريقية عام ١٩٦٣ ثم تسميته الاتحاد الافريقي في ٢٠٠٢. هذه ذكرى لا يجب أن تمر علي المصريين أو الأفارقة مرورا دون الوقوف عندها.
افريقيا هي اغني قارات العالم ، قارة الذهب ، قارة النفط ، القارة السمراء ، فيها ينتج الذهب ، فيها يزرع البن ويغذي اسواق العام ثم يباع للأفارقة بعشرات أضعاف ما بيع به، وكذلك انتاج الاخشاب والذي تقوم عليه كل الأسواق الأوروبية تقريبا والكثير من السلع والخامات الاساسية أفريقية المنشأ، كميات المياه التي تتساقط علي بعض هضابها لو تم ادارتها بطرق افضل لكانت كافية لأضعاف سكان اهلها ، الشعوب الأفريقية تربط بينها أواصر تاريخية وعرقية لا توجد بين اي دول أو عرقيات أخري … الاتحاد الافريقي يتكون من ٥٥ دولة تعاني معظمها الشتات وتحاك ضدها المؤامرات وتستنزف ثرواتها لصالح دول لا تمتلك مقومات القارة السمراء …
الاتحاد الافريقي تبلغ مساحته مايقرب الثلاثين مليون كيلومتر مربع ، بينما لا تصل مساحة الاتحاد الاوربي الي خمسة ملايين كيلو متر مربع بإجمالي ٢٨ دولة هي أعضاء الاتحاد الاوربي في مقابل ٥٥ دولة أعضاء الاتحاد الافريقي…. دول الاتحاد الأوربي استطاعت إزالة العوائق المترتبة علي وجود الحدود الفاصلة بينها سواء الجغرافية أو الاقتصادية ، في الوقت الذي مازلت دول الأفارقة تبحث عن توسيع مجالات نفوذها علي حساب جيرانها … وفي الوقت الذي تنفذ فيه بعض دول افريقيا مخططات اوربية وصهيوامريكية ضد مقدرات وحقوق جيرانها … افريقيا دائما مبتلاه ببعض زعمائها وسياساتهم ، منذ القرن قبل الماضي ومنذ توسع الاحتلال البريطاني لافريقيا ولا يستطيع الكثير من حكام افريقيا الخروج من عباءة الاحتلال والتاج البريطاني حتي بعد إعلان تحررها رسميا …. ورغم ما بذلته مصر عبر تاريخها من أجل افريقيا ودعم قضاياها وحركات التحرر بها لم تسلم العلاقات المصرية الأفريقية من الفتور والضعف وخاصة بعد رحيل الرئيس عبد الناصر، وعلي مدار ثلاثين عاما هي فترة حكم مبارك ضعفت البصمة المصرية علي الأراضي الأفريقية فكاد أثرها أن يتلاشي ، والحقيقة أنه ليس فقط عهد مبارك فقد سبقه عهد الانفتاح الاقتصادي الذي فضل التوجه إلي السوق الاوربية والأسيوية حيث تحويل مصر الي سوق استهلاكي علي حساب السوق الأفريقية التي كانت كفيلة بأن تحافظ علي مصر إنتاجية اعتمادا علي ما بافريقيا من ثروات وخامات ….. وبعد ما سمي بثورات الربيع العربي ، واستعادة مصر لتوازنها كان لزاما علي مصر أن تعيد النظر في علاقاتها بجيرانها ، وعدم إفساح الساحة الأفريقية كليا لكيانات غاصبة لقيطة تسعي لتطويق مصر من الشرق والجنوب فسعت بكامل قوتها للاستثمار في أفريقيا ودعم مشروعات وتقديم مساعدات لبعض شعوب افريقيا ،،، وبهذا استطاعت الدبلوماسية المصرية أن تستعيد مكانتها ، ونسعد كثيرا عندما تطالعنا الانباء مابين الحين والآخر عن مشروعات يجري تدشينها ومساعدات مصرية لبعض الاماكن الاكثر احتياجا في أفريقيا ، وترأست مصر العديد من الاتحادات والمنظمات واللجان الدولية المعنية بالشأن الافريقي ، وفي يناير المقبل سوف تترأس مصر الاتحاد الافريقي في دورته المقبلة ، ويبقي التساؤل عن دور المجتمع المدني لدعم القوة الناعمة المصرية في أفريقيا ، وماذا عن الكيانات التعليمية والثقافية والسياحية ، والفنية وغيرها ، اين افريقيا في الأعمال الثقافية والفنية المصرية مثلا، هل تضع هذه الكيانات والمؤسسات الوطنية وفق اجندتها أهمية توطيد أواصر العلاقات مع افريقيا ،،، هل ندرك تماما أن الامتداد الاستراتيجي الحقيقي والأخطر لمصر هو افريقيا ،،، الغد المصري الافريقي افضل بإذن الله شريطة تكامل الجهود … حفظ الله مصر افريقيا.