اختارت السعودية رجل أعمال بارزا ليشغل منصب وزير العمل في خطوة لاقت ترحيبا من القطاع الخاص في الوقت الذي تسعى فيه المملكة لتنوع اقتصادها بعيدا عن النفط وتوفير فرص عمل للشباب الذي يمثلون غالبية السكان.
وأصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود أوامر ملكية بإنشاء هيئات حكومية جديدة للترويج للثقافة وحماية البيئة وعين رجل دين معروفا بآرائه المعتدلة وزيرا للشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في وقت تعمل فيه المملكة على تخفيف القيود الاجتماعية وتروج لوسائل الترفيه.
وبموجب الأوامر الملكية فقد تم تعيين رجل الأعمال أحمد بن سليمان بن عبد العزيز الراجحي وزيرا جديدا للعمل والتنمية الاجتماعية ليحل محل علي بن ناصر الغفيص الذي أعفي من منصبه.
وحصول مئات آلاف السعوديين العاطلين عن العمل على وظائف يمثل تحديا كبيرا لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي يشرف على السياسة الاقتصادية في أكبر مصدر للنفط في العالم إذ بلغت نسبة البطالة 12.8 في المئة.
وقال مسؤول كبير بوزارة العمل لرويترز إن الدولة الخليجية، التي تكافح منذ سنوات من أجل توفير فرص العمل لمواطنيها، تهدف إلى توفير 1.2 مليون فرصة عمل بحلول عام 2022 من أجل خفض نسبة البطالة إلى تسعة في المئة.
وينبع اختيار الراجحي، وهو رئيس مجلس الغرف التجارية السعودية وسليل ملياردير مصرفي إسلامي، من اتجاه أوسع للاستفادة من القطاع الخاص في شغل المناصب الحكومية العليا ومن بينها وزير الإسكان ومسؤول كبير في وزارة الدفاع.
وفي العام الماضي قالت مصادر لرويترز إن الراجحي كان ضمن وفد يضم عشرة رجال أعمال يمثلون القطاع الخاص التقوا مع ولي العهد لبحث مدى تأثر القطاع الخاص بإجراءات التقشف التي تستهدف خفض العجز في الموازنة وزيادة رسوم توظيف الأجانب والتي تسهم في رحيل المغتربين.
وقال الاقتصادي السعودي البارز فضل البوعينين ”بعض برامج وزارة العمل ربما انفصلت في بعض مراحل تشكيلها عن القطاع الخاص ما أثر سلبا في فاعليتها“.
ويقول خبراء الاقتصاد إن من المتوقع أن يعمل الراجحي وهو ثالث وزير يتولى حقيبة العمل منذ عام 2015 على توفير بيئة مواتية لقطاع الأعمال على نحو أكبر ويعزز الاتصال بين القطاعين العام والخاص ويساعد في دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وقال رجل أعمال سعودي عن تعيين الراجحي متحدثا شريطة عدم ذكر اسمه ”هذا أفضل خبر سمعناه خلال السنوات القليلة الماضية. نحن متفائلون للغاية“.