أنشأ المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام لجنة للرصد والتقييم مهمتها متابعة كافة المواد الإعلامية المعروضة على شاشة التلفزيون وتقييمها ورفع تقارير بها، وقد أثارت قراراتها عاصفة كبيرة من الجدل، وحول هذه القرارات وماهيتها والجدل الذي فجرته، التقينا الأستاذة الدكتورة “سوزان القليني” رئيس لجنة الرصد والتقييم بالمجلس وعميد كلية الآداب جامعة عين شمس التي حدثتنا حول طريقة عمل المرصد والجدل حول قراراته وتفاصيل أخرى نجدها في السطور القادمة:
بداية كيف تتم عملية الرصد للأعمال الدرامية؟
– تتم عملية الرصد وفقا لمعايير محددة وضعها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام وتوجد لجنة كبيرة جدا تعمل على عدة مستويات للرصد والمتابعة، فهناك مجموعة كبيرة من الزملاء تقوم بمتابعة الأعمال الدرامية ويقومون بالرصد عن طريق استمارة المعايير ثم توجد مجموعة أخرى ترأسهم تقوم بعملية المتابعة وإذا ما كان الرصد قد تم بطريقة صحيحة أم لا ثم تليهم مجموعة أخيرة تقوم بكتابة الصيغة النهائية للتقرير، لذلك فإن عملية الرصد تتم على عدة مراحل لضمان عدم وجود أخطاء وألا تكون قابلة للانتقادات لأي جهة من الجهات.
بعد صدور تقريرين للمجلس حول الأعمال الدرامية المعروضة في شهر رمضان هل في قنوات اتحدد بالفعل إنه سيتم فرض غرامة عليها؟ ومتى سيكون التطبيق؟
– الحقيقة ليس هدف المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام فرض غرامة على أي قناة من القنوات إنما الهدف فقط أن يكون هناك ضبط وتنظيم للمشهد الإعلامي بشكل جيد، ولذلك ففي البداية نرسل إنذارا إلى القناة بالمخالفات الصادرة عنها مطالبين منها ضرورة الالتزام بالمعايير فمن لا يلتزم بعد توجيه إنذار مرة واثنين لابد أن تفرض عليه غرامة، وبالتالي فإن معظم القنوات التي تجاوزت وتم إرسال إنذار لها قد التزمت بشكل كبير جدا.
ماهو أكثر المسلسلات تجاوزا خلال شهر رمضان ؟
– إجابة هذا السؤال يمكن تأجليها إلى نهاية الشهر الكريم حتى يصدر التقرير النهائي للرصد لأنه من الممكن أن يكون هناك بعض المسلسلات التي لم يتم رصد بها أي مخالفات حتى الآن، ولكن نجد أن في الحلقات الأخيرة توجد تجاوزات كثيرة لذلك من المفضل أن نؤجل إجابة هذا السؤال إلى حين صدور التقرير النهائي للأعمال الدارمية الخاصة بشهر رمضان.
هل اقتصر دور لجنة الرصد والتقييم فقط على الأعمال الدرامية؟
– لجنة الرصد تهتم بكافة المواد الإعلامية سواء الدراما أو الإعلانات أو البرامج التي تعرض وتذاع على شاشات القنوات التلفزيونية سواء الفضائية أو الأرضية ونرصد كافة التجاوزات بكافة أشكال المواد الإعلامية.
هل سيتم فرض أي نوع من الجزاءات أو الغرامات على أشكال التجاوزات الأخرى غير الألفاظ الفاحشة ؟
– قام المجلس بوضع معايير محددة وهذه المعايير يقابلها جزاءات، بمعنى أن من لا يلتزم بهذه المعايير لابد أن يفرض عليه جزاء أي أن كان شكل المعيار وعدم الالتزام به فقد تكون إهانة لبعض فئات المجتمع أو تكون ألفاظ لا تليق وقد تكون مشاهد خادشة للحياء، وبالتالي هذه المعايير وضعها المجلس واعتمدت ورصد مخالفة مالية محددة لكل معيار وطبعا هذه المخالفات المالية فرضت بناءا على السلطة التي خولها القانون للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.
يرى البعض أنكم تفرضون وصايتكم على الدراما المصرية ؟
– المجلس لم ينشئ لكي يفرض وصاية على أي نوع من المواد الإعلامية على الإطلاق بل بالعكس، الهدف أساسا من إنشاء المجلس هو تنظيم العمل الإعلامي بعد سنوات طويلة من الفوضى شهدها منذ ثورة يناير 2011 والفوضى الشديدة التي شهدتها وسائل الإعلام، فدور المجلس الرئيسي هو تنظيم العمل الإعلامي فلا يفرض وصاية ولا يقيد حريات ولا يكمم أفواه، وهذا لابد أن يكون واضحا للجميع وتنظيم العمل الإعلامي يعني إعادة المهنية مرة أخرى إلى الإعلاميين وإلى الأعمال الإعلامية.
ألا ترين أننا في حاجة لتوضيح المقصد الذي تراه لجنة الدراما لبعض المسميات مثل “مفهوم حرية الإبداع”؟
– توضيح مفهوم حرية الإبداع الحقيقة هي نقطة مهمة جدا لأنه كثير من المنتجين والمخرجين عندما تكونت لجنة الدراما هاجموها بشدة وقالوا إن هذا تكميم لحرية الإبداع والحقيقة أن حرية الإبداع لا تعني إطلاقا أن يكون هناك تجاوزات على مستوى الألفاظ أو الحركات الخادشة للحياء، ولكن حرية الإبداع تعني تناول أي مضمون يراه المبدع سواء كان المؤلف أو المخرج بالطريقة التي يراها لتوصيل الرسالة إلى الجمهور وطبعا الإبداع يشمل كل ما يتعلق بالتصوير والسيناريو والإخراج واختيار الممثلين، فكل هذه الأشياء لهم فيها حرية كاملة في الإبداع لكن عندما تصل الأمور إلى خدش حياء المجتمع أو أن يكون هناك تجاوزا في حق المجتمع وخصوصا أن التلفزيون يدخل إلى كل بيت، هنا لابد من وقفة لأن ليس كل لفظ يكون مقبولا أن يسمع في وسط الأسرة وليس كل مشهد يمكن أن يقبل أيضا في وسط الأسرة، وإذا عدنا إلى الأعمال الدرامية في السبعينيات والثمانينات والتسعينات سنجد أنه كان هناك إبداع عالي جدا .. الفكرة على أعلى مستوى الإخراج والسيناريو أكتر من رائع و حظيت هذه الأعمال باقبال جماهيري غير عادي ومع كل هذا كانت أعمال ملتزمة بشكل كبير جدا لا توجد بها تجاوزات أخلاقية ولا على مستوى الألفاظ ولا على مستوى المشاهد الخادشة للحياء للمجتمع وهذا هو ببساطة مانطالب به.