لقي 98 شخصا على الأقل مصرعهم، وأصيب العشرات، في الزلزال الذي ضرب، أمس الأحد، جزيرة لومبوك الإندونيسية وسقط مئات الجرحى وتضررت آلاف المباني، بلغت قوته سبع درجات على عمق 10 كيلومترات تحت الأرض، بحسب المعهد الجيولوجي الأمريكي، بحسب ما أعلن المتحدث باسم هيئة إدارة الكوارث سوتوبو بوروو نوجروهو فجر اليوم الاثنين.
وتلته هزتان خفيفتان إلى متوسطتين ونحو 24 هزة ارتدادية. وقال المتحدث باسم جهاز البحث والإنقاذ أغوس سنجايا إن الحصيلة ارتفعت لتبلغ 82 قتيلا، وكانت حصيلة سابقة للجهاز قد أشارت إلى سقوط 37 قتيلا.
وتحدث سكان ماتارام عن هزة قوية دفعت الناس للخروج إلى الشارع وتسببت في انقطاع الكهرباء وأدت الى إجلاء مرضى من المستشفى الرئيسي في المدينة. وقالت إيمان التي تقيم في ماتارام “خرج الجميع فورا من المنازل وأصيبوا بالهلع”. وأظهرت صور مرضى ممددين على أسرتهم خارج عيادة بينما الأطباء يعتنون بهم.
وروى وزير داخلية سنغافورة ك. شانموغام الذي كان في لومبوك لحضور مؤتمر أمني وقت وقوع الزلزال، كيف اهتزت غرفته في الطابق العاشر من أحد الفنادق بقوة. وقال على صفحته عبر فيس بوك “تشققت الجدران وكان من المستحيل الوقوف”.
وكان المسعفون يبحثون الاثنين عن ناجين تحت أنقاض منازل ومساجد ومدارس دمرها مساء الأحد الزلزال الذي شعر به أيضا سكان جزيرة بالي القريبة والتي تشكل وجهة محبذة للسياح في جنوب شرق آسيا.
وتمكنت فرق الإغاثة من إنقاذ ألفين إلى 2700 سائح إندونيسي وأجنبي في أرخبيل جيلي، تم إجلاؤهم إلى ميناء شمال لومبوك لنقلهم لاحقا إلى المطار، بحسب ما أعلن المتحدث باسم الهيئة الوطنية لمكافحة الكوارث سوتوبو بوروو نوغروهو، الذي أضاف “قرر البعض البقاء لكن معظمهم رغبوا في الرحيل”.وكانت السلطات أعلنت سابقا عملية لإجلاء 1200 سائح.
وقد أصدر المسؤولون تحذيرا من حدوث تسونامي بعد الزلزال، إلا أنه تم إلغاؤه لاحقا. وصرح دويكوريتا كارناواتي رئيس وكالة الأرصاد الجوية والمناخ والجيوفيزياء للتلفزيون المحلي أن مياه البحر بارتفاع نحو 13 سنتيمترا تدفقت على قريتين.
وتسبب الزلزال بأضرار طفيفة في مناطق حتى مدينة باندونغ في جزيرة جاوا على بعد نحو 955 كلم من ماتارام، إلا أن سكان بالي المجاورة شعروا بقوة الزلزال. وقال أغونغ ويدودو أحد سكان بلدة دينباسار في بالي، إنه شعر بهزتين قويتين. وصرح قائلا: “الهزة الأولى استمرت لفترة بينما لم تستمر الثانية سوى ثانيتين أو خمس ثوان”.
وتعرض مبنى مطار بالي الدولي لبعض الأضرار إلا أن المدرج لم يتضرر وعادت العمليات إلى طبيعتها، بحسب مسؤولين في وكالة الكوارث. ولم تتأثر المرافق الرئيسية في مطار لومبوك الرئيسي رغم أنه تم إجلاء المسافرين لفترة وجيزة من المبنى الرئيسي.
وأشارت تقارير أولية إلى أن الزلزال دمر مباني في العديد من مناطق بالي. ويأتي هذا الزلزال بعد أسبوع من هزة بقوة 6,4 درجات في جزيرة لومبوك أدت إلى مقتل 17 شخصاً وإلحاق الأضرار بمئات المباني. وأدى الزلزال إلى انهيارات أرضية تسببت باحتجاز أشخاص كانوا يمارسون رياضة المشي على أحد الجبال.
وتقع اندونيسيا على “حزام النار” في المحيط الهادئ الناشط بركانيا وزلزاليا. ففي 2004، أسفر تسونامي نتج من زلزال تحت البحر بقوة 9,3 درجات قبالة سومطرة في غرب إندونيسيا عن 220 ألف قتيل في البلدان المطلة على المحيط الهندي، بينهم 168 ألفا في إندونيسيا.