على الرغم من أن الدعوة التي وجهت الينا من دار “النخبة “كانت لمناقشة كتاب “رسالة الاسلام رحمة وعدل وحرية وسلام ” للكاتب والمفكر الإماراتي علي محمد الشرفاء الحمادي والذي كان ملخص لكتاب سابق بعنوان «المسلمون بين الخطاب الدينى والخطاب الإلهى»والذي أعتمد فيه الكاتب على أن المنهج الالهي المأخوذ من القران الكريم هو المنهج الذي أراده الله لخلقة حتى يعيشوا في سلام وأمن ،الا أن ما حدث في الندوة كان مخالف كليا وجزئيا لمناقشة الكتاب ،إذ اختارت ” دار النخبة” مجموعة من مثيري الجدل الديني وبعض منكري السنة الشريفة ،وبدأ رئيس مجلس إدارة “دار النخبة “أسامة إبراهيم بتقديم الضيوف وترك لهم الكلمة ،والضيوف هم الدكتور حسن حماد استاذ الفلسفة جامعة الزقازيق ،والمهندس السوري عدنان الرفاعي ،والدكتور البهي الذي لم يتم تعريفة سوي بهذا الاسم .
وانحرف مسار الندوة وكانت أشبه بحوار “الطرشان “فاغلب الحضور كان لا يريد أن يسمع لهؤلاء الذي ناصبوا الازهر والسنة والفتوحات الإسلامية العداء وصبوا عليهم سيل من الاتهامات والأكاذيب ،إذ لم تناقش الفعالية كتاب (رسالة الإسلام ) الذي لم يكن بين الحضور مؤلفة ،وانحرف ضيوف المنصة الذين تم اختاريهم بمعرفة “دار النخبة ” عن مناقشة الكتاب ،اذ اعتبروا حضورهم من أجل “تصويب الخطاب الديني ” وبدأت المكلمة الجدلية التي تجاوزت كل المتعارف علية في مناقشة الاعمال سواء الادبية أو الفلسفية او الدينية ،وظهر دور كل ضيف ،إذ كان دور أحدهم هو مهاجمة الازهر الشريف بكل ما فيه بل طالب بغلقة ،و اعتبره منبر للتطرف والإرهاب والتكفير واعتبر مشايخه مجموعة من المتطرفين ويجب التصدي لهم ،وسط استياء الحضور ،ثم تناول اطراف الحديث ضيفا أخر لا يقل تطرف عن الاول وأتهم الفتوحات الاسلامية بانها دمرت كل البلاد التي فتحتها بعد أن عاثوا في الارض فساد فقتلوا الرجال وزلوا الشيوخ واغتصبوا النساء وكانه يتحدث عن التتار او المغول .
ثم جاء دور المهندس السوري عدنان الرفاعي والذي كان أقل الحاضرين تطرفا ولكنه انتهز الفرصة وحاول أن يروج لفكره عن احاديث الامام البخاري وعدم صحة معظم ما جاء فيه مستغلا عدم وجود متخصص للرد عليه .
ثم كانت المداخلات التي لم تقل جدلا عن أحاديث المنصة ،فكانت هناك مداخلة لشخص يدعى ساهر والذي انكر فيها السنة النبوية نهائيا وحاول ان يروج لما كتب في مجال انكار السنة وسفهه شيوخ الازهر ، وسط استياء ونفور الحضور الذين لم يتجاوز عددهم 60 فرد .
ومع أن وسائل الإعلام لم تكن حاضرة ولم يشهد الندوة الا عدد قليل من الصحفيين التابعين لمؤسسة القادة وقناة” القادة نيوز “على اليوتيوب وهو ما خدم منظمي الندوة في عدم نشر أحداث الندوة التي لو نشرت على نطاق واسع لنال منظميها ومؤلف الكتاب والحضور سخط كبير من الشعب المصري والامة العربية والاسلامية لما تضمنه فكر وحديث هؤلاء الناس ،الا ان هؤلاء الصحفيين تحدثوا في مدخلات مع المنصة الحاضرة واستنكروا النيل من الفتوحات الاسلامية ومؤسسة الازهر الشريفالتي تعد المؤسسة الاسلامية الوسطية في العالم أجمع الى يقدم اليها من كل فخ عميق طالب العلم في العالم الاسلامي .
أن ما حدث في تلك الفعالية من سوء تنظيم وتطرق لموضوعات خلافية والنيل من الازهر والفتوحات الاسلامية وانكار السنة النبوية في الندوة ،كان فصل يجب ان يستكمل في أخروهو النيل من زمور الازهر الشريف وتشخيص الامور ،إذ حكى أحد الحضور عن حصوله علي الماجستير بتقدير مقبول بسبب فكره وعبقرية وتعنت مناقشي الرسالة معه .
ملحوظات مهمة (حول الندوة )
**الكاتب لم يحضر الندوة .
** كيف يترك الازهر هؤلاء الناس ينالوا منه ويطالبون بإغلاقه دون رد فعل .
**الاخ ساهر منكر السنة النبوية وجهنا له عددا من الاسئلة تهرب منها وأصر على انكار السنة تحت دعوة انهم اصحاب فكر وعلم مع أن الجهل عنوان بارز في حديثهم .
**دار النخبة ..اختارت النخبة الجدلية للترويج لا فكارهم ونسوا كتاب “رسالة الاسلام ” .
**مؤسسة القادة من خلال رئيس مجلس الامناء الدكتورة مايسه العشماوي والامين العام الدكتور أحمد الشريف كانت لهم مدخلتان معتدلتان طالبوا فيها المنظمين بالموضوعية وعدم الخروج عن نص مناقشة وإحضار الاطراف الحقيقة المعنية بتجديد الخطاب الديني وهو ما لاقي استحسان من الحضور .
(يقيني في الحياة )
** في “الاسلام ” يجب ان نترك الجدل والتلاسن وعندما ننتقد موقف أو فعل نقول ما بال اقوام يفعلون كذا وكذا ،وفي الندوة تعلمنا كيف ننال من كل القيم .
**رفض الحضور لحديث هؤلاء دليل علي تدين الشعب المصري وثقافته .
**الازهر منارة الإسلام وسيظل رغم حقد هؤلاء .
** أؤمن بأن من يخالف كتاب الله لا أعمل وأن كان حديثا .
** الرسول صلي الله علية وسلم جاء بالإسلام من خلال كتاب الله والسنة الصحيحة التي توضح ما جاء في القران .
**الله عز وجل قال دعا الي التدبر والتفكر لكل الناس ولم يحتكر ذلك على العلماء ،ولكن من ليس لديه الادوات لا ينجز العمل اقولها للجهلة الذين لا يجيدون حتي قراءة القران بطريقة صحيحة ويقولون نحن نفسر ونتدبر .
مقصد الكاتب
اعتقد أن الكاتب الإماراتيعلىمحمدالشرفاءالحماديله هدف مخالف لما دار من تلاسن في الندوة فهو كاتب مستنير مهموم بمشاكل الامة العربية الحالية من تطرف وإرهاب بسبب النصوص المغلوطة التي دخلت على السنة والتي يجب ان تنقى بواسطة متخصصين في تصويب الخطاب الديني وهو مقصد نبيل حسب ما فهمت من الكتاب ومع تحفظي على بعض فقراته التي تحتاج الى نقاش طويل حتى نصل فيها الى الحقيقة التي تتفق مع كتاب الله وصحيح الدين ولكن ليس بهذا الشكل الذي شاهدته في فعالية مناقشة الكتاب .