أعرب مسؤولون أمريكيون سابقون ومحللون عن اعتقادهم بأن الرئيس دونالد ترامب ينتهج استراتيجية تهدف إلى زرع الخوف في قلوب المواطنين، بهدف التحكم بهم خلال فترة حكمه.
وأشار المسؤولون في تصريحات لصحيفة “واشنطن بوست” مساء الجمعة إلى أن ترامب “يقوم بشكل متعمَّد بنشر الخوف والشك بين الأمريكيين تجاه كل ما هو أجنبي من أجل تبرير أعماله وتصرفاته التي وصفها أحدهم بالغوغائية.”
وانتقدت الصحيفة ازدواجية معايير ترامب، حين أدان الهجوم الذي قام به مهاجر عربي في باريس أمس، بينما تجاهل الهجوم الدموي الذي شنه مسلح ضد مسجد في منطقة كيبك الكندية، حيث قالت: “إن ردة فعل ترامب الفورية على هجوم باريس تتناقض تمامًا مع صمته تجاه قتل 6 مسلمين في إقليم كيبك”.
وأضافت الصحيفة “أن هذا الفعل من قبل ترامب يعكس بوضوح استراتيجيته التي أوصلته للرئاسة والتي ستكون أساس جدول أعماله خلال فترة حكمه.”
وفي تحليل مطوَّل نقلت الصحيفة عن مايكل جيرسون كاتب خطابات الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الأب قوله:”إن ترامب يستخدم هذه الاستراتيجية لتكبير وتعظيم حجم الأخطار في أعين الأمريكيين، وعلى أية حال فإن الأمور كانت تسير من سيئ إلى أسوأ واعتقد أنها الآن تسير بوتيرة أسرع مع ترؤس ترامب.”
وتابع قائلاً:”إن استغلال خوف وقلق المواطنين بهذا الطريقة يتناقض تمامًا مع السياسات التي انتهجها الرؤساء الأمريكيون السابقون حتى في أحلك الظروف والأزمات.”
من جانبه قال المؤرخ الأمريكي المعروف روبرت داليك :”يبدو أن ترامب يعرف أنه في حال أرعب الناس فإنه سيكون في مركز القيادة وهذه هي السياسة الغوغائية بعينها.”
ونسبت الصحيفة إلى تيموثي نافتالي أستاذ التاريخ في جامعة نيويوك”قوله:”إن هذه السياسة تقوم على أساس وجود أخطار في كل مكان تهدد الأمريكيين، مما يزرع عقدة الخوف فينا من كل ما هو أجنبي.. أعتقد أنها سياسة تهدف إلى حشد التأييد الشعبي.”
وأضاف :” خطورة هذه السياسة هي أنها ستؤدي إلى خوف مزمن وإنهاك المواطنين، وهذا بدوره سيجعلهم يشككون بأية أخطار حتى وإن كانت حقيقية.”
من جهتها أكدت جولي سميث المساعدة السابقة للرئيس باراك أوباما السابق لشوون الأمن القومي على ضرورة “قيام أية إدارة أمريكية بتحقيق التوازن في نظرة الأمريكيين للأخطار المحيطة بهم، وفي نفس الوقت تطمينهم من أجل تجنّب حالات الرعب و أي ردة فعل مبالغ فيها”.
وقالت سميث: ” ترامب يبدو أنه عازم على زرع الرعب بين الناس من أجل تأييدهم له في أية خطوات أو قرارات يتخذها بدعوى جلب الأمن والسلامة للأمريكيين.”
وقال كريس نيومان من جمعية حقوق المهاجرين الأميركية :”إن ما يقوم به ترامب هو طمس الأخطار الحقيقية والفعلية التي تهدد البلاد”، مضيفًا “هو يفعل ذلك بهدف زرع الخوف بين الناس، أعتقد أن ما يفعله هو بيع الخوف للمواطنين من أجل إقناعهم بأنه قادر على الرد على تلك التهديدات والمخاطر.”
