اقامت وزارة الأوقاف بالتعاون مع صحيفة عقيدتي ندوة علمية تحت عنوان : ” معاملة النبي (صلى الله عليه وسلم) لأهل بيته” بمسجد النور بالعباسية ، حاضر فيها كل من : الدكتور أشرف فهمي موسى مسئول الشئون العلمية بمكتب الوزير ، والدكتور جمال إبراهيم مدير عام الإرشاد بالوزارة ، والشيخ أبو بكر سليمان الدبشة إمام مسجد النور ، وقد أدار الندوة وقدم لها الكاتب الصحفي إبراهيم نصر مدير تحرير جريدة عقيدتي .
وفي كلمته أكد الدكتور أشرف فهمي مسئول الشئون العلمية بمكتب الوزير، أن منزلة رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) عالية وغالية علينا ؛ حيث شرفه ربه أحسن تشريف ، فنادى جميع الأنبياء في القرآن بأسمائهم مجردة ، أما هو فناداه موصوفًا بالرسالة تعظيمًا وتشريفًا ، مؤكدا أننا نفخر بأن الله (عز وجل) اختارنا وجعلنا من أمة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) ويكفينا عزا وكرامة أن بيته أطهر البيوت ، فقد نزل فيه الوحي ، أما عن معاملته (صلى الله عليه وسلم) فكَانَ يَخِيطُ ثَوْبَهُ ، وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ، وكان (صلى الله عليه وسلم) لا يعيب على طعام قط ، إن اشتهاه أكله وإلا تركه ، وَلَا يَأْنَفُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَ الْأَرْمَلَةِ ، وَالْمِسْكِينِ فَيَقْضِيَ لَهُ الْحَاجَةَ ، تقول أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها) : (مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بِيَدِهِ امْرَأَةً لَهُ قَطُّ وَلَا خَادِمًا) ، ومن معاملته الطيبة لأزواجه ما قالته السيدة عائشة (رضي الله عنها) : كان (صلى الله عليه وسلم) لا يدخل بيته إلا والسواك على فمه ، فهو لا يريد أن تشم منه أزواجه رائحة أكله (صلى الله عليه وسلم) فما أطيبك يا رسول الله حيا وميتًا .
كما أكد فضيلته على أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) لم تمنعه كثرة أعماله ومشاغله في تبليغ رسالة ربه من إعطاء أزواجه حقوقهن ، ونرى حال كثير من المسلمين اليوم يضيع حقوق زوجه بحجة الأعمال الكثيرة والالتزامات العديدة ، و يا ليت أن الأمر يتوقف عند هذا ، بل إن بعض الأزواج يعتدي على زوجه بالشتم والسب والضرب ، ولم يقتد برسوله (صلى الله عليه وسلم).
وفي كلمته أشاد الدكتور جمال إبراهيم مدير عام الإرشاد الديني بدور وزارة الأوقاف لتفعيل الندوات الدينية والفكرية التي تقدم الفكر الوسطي المستنير، والتي تناقش قضايا الواقع وكل ما يهم المجتمع المصري والإنسانية كلها ، مهنئا الأمة بقدوم شهر مولد رسول السلام ، ورسول القيم ، ورسول المعاملة الطيبة مع جميع البشر ، فهو رسول الرحمة والرأفة (صلى الله عليه وسلم) ، موضحا أن الأمة تعيش مع رسولنا (صلى الله عليه وسلم) بمبادئه ، مؤكدا ضرورة الاقتداء بالنبي (صلى الله عليه وسلم) في معاملته لأهل بيته ، وأن من اقتدى به (صلى الله عليه وسلم) أصبح ممن قال الله فيهم : “رضي الله عنهم ورضوا عنه ” .
كما أوضح فضيلته أن الرحمة التي نشرها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من خلال سيرته تملأ قلب الصغار والكبار حنانا وحبا ، فلما قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَعِنْدَهُ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ جَالِسًا ، فَقَالَ الْأَقْرَعُ : إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنْ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ثُمَّ قَالَ: ” مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ ” .
ونعى الشيخ أبوبكر سليمان إمام مسجد ضحايا الحادث الإرهابي الغاشم الذي وقع بمحافظة المنيا ، مؤكدا أننا كلنا في هذا الوطن لحمة واحدة ، وأي اعتداءٍ على أي فرد على أرض مصر هو اعتداء على جميع المصريين ، وأننا نستنكر ما حدث من عمل إجرامي غاشم لا يمت لأي دين بصلة ، كما ندعو الله تعالى للمصابين بالشفاء العاجل ، ونسأله سبحانه أن ينعم على مصرنا الغالية بنعمة الأمن والأمان ، وأن يديمها علينا وعلى العالمين أجمعين .
ثم أوضح أن الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) صاحب الأخلاق العظيمة قد هيأه الله تعالى ، ليستطيع أن يواجه العالم كله برسالته ودعوته ، ولهذا كانت سيرة النبي (صلى الله عليه وسلم) متميزةً عن سِيَرِ الأنبياء جميعًا ، وسيرته شاملة جامعة كاملة ، كل من يحتاج إلى أسوة في هذه السيرة يجد مكانًا ليتأسى ويقتدي به ، فوصفه ربُه بقوله: ” وإنك لعلى خلق عظيم ” .
وأشار إلى بعض جوانب العظمة في شخصيته وسيرته ( صلى الله عليه وسلم ) من خلال تعامله مع أهل بيته ، فعلى الرغم من انشغاله (صلى الله عليه وسلم) بمهام الدعوة إلى الله تعالى ، لكن هذا كلَّه لم يشغله (صلى الله عليه وسلم) عن أن يقوم بحق أهله وبيته عليه ، مشيرا إلى أنه (صلى الله عليه وسلم) وجه أصحابه إلى استثمار أوقاتهم ، ففي صحيح البخاري من حديث عبدالله بن عمرو (رضي الله عنهما) قال : قال لي رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم) : “يا عبد الله ألم أخبر أنك تصوم النهار، وتقومُ الليل؟ ” فقلت: بلى يا رسول الله، قال: “فلا تفعل، صُم وأفطر، وقم ونم، فإنَّ لجسدك عليك حقا، وإن لبدنك عليك حقا، وإن لزوجك عليك حقا، وإن لزورك عليك حقا ، فهو (صلى الله عليه وسلم) أسوة وقدوة لأمته من بعده ، يعلمها كيف يكون التعامل مع أهل البيت من نساءٍ وأولاد ، ويعطيها النموذج الأمثل في التعامل لتقتدي به فتهتدي ، وصدق الله العظيم إذ يقول : ” لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا ” .