اليوم عام جديد من عمري الذي وصل إلى المحطة 45 عاماً ،شهدت تلك الأعوام والسنيين أحداث عديدة ما بين النجاح والفشل والصواب والخطأ ،ومع ذلك لم أتعلم من أخطاء الماضي جيدا ولم امضي في طريق الصواب الذي عرفت معه قيمة النجاح ،خلاصة تجارب النصف قرن إلا قليلا الذي عشته تتخلص في النقاط السبع التالية .
أولا : تغيرت أجندة الأصدقاء والزملاء والأحبة كثيرا وبقيت أجندة الأهل والإخوة لم تتغير ولم يحذف منها فردا واحد وأن اختلفنا جزء من الوقت فهم بقوا معي كل الوقت وسيبقون ما دامت الحياة ،فالعائلة والأهل والإخوة لن يعوضوا ابدأ وخسر كل شيء من خسرهم .
ثانيا : يبقي دائما في ذاكرتك أول زملاء في المدرسة وأصدقاء الطفولة محفورين في الذاكرة مواقف لا تنسي ولن تمحى من الذاكرة أول حب أول نجاح أول عمل أول راتب أول صديق .
ثالثا : الدروس والعبر الذي تعلمتها من الحياة كثيرة، منها دموعك أنت صاحبها ديونك لن يسدها غيرك ، أخطائك قد تصيب من حولك ولكن لن يدفع فاتورتها كاملة إلا أنت ،النجاح لا يعرف طريق الكسالى والفشل لا يلازم ابدأ المجتهدين ..والاجتهاد يسبق العبقرية ..وليست كل المقدمات دليلاً عن النهايات فكم من شخص فشل في بداية حياته ثم تحول إلى ناجح وكم من ضعيف التحصيل قليل الإدراك أصبح عالما وكم من نبيه واعي مدرك وقع في خطايا وصنف مع الجاهلين ،الشهرة العارضة وقتها قصير كم من نجم “أفل ” بعد تلألأَ،الأحداث مهما عظم حجمها وصخب تأثيرها ستغيبها الأيام ولا يذكرها إلا الموقف المتشابهة أو الذكرى العابرة ،فتعلم الدرس من الإحداث السابقة .
رابعا :الفرصة إذ منحت لصاحب الأدوات صنعت منه نجم ،وإذا منحت لمن لا يستحق فشل في استثمارها ،والعباقرة متجددون دائما لا يحبون الروتين ولا يذهبوا إلى الوظائف الحكومية ،الرزق والمال ليس مقياس لحجم ما تقوم به من أعمال فالخبير لا يؤسس العمل ولكن يضع الكماليات في مكانها الصحيح ،والانجاز مرهون بحجم الإبداع والإتقان.
خامسا : اختلفت مقياس قيمة الرجل فأصبح المال سيدا ومسيطرا على العقول والقلوب يمنح البلهاء عبقرية والضعفاء قوة والسفهاء حكمة والجهلة علماً والقبيح جمالا ًويقاس الرجال بما يملكون من مال .
سادسا : الفساد أفسد كل شيء وأضاع الحقوق ومع ذلك لا يظل حاضر بقوة فلقد شاهدت على مدار حياتي وقائع فساد وإفساد عديدة في كل المجالات ،لو ذكرت بعضها فقط سأحتاج إلي أيام وشهور .
سابعا ُ: القيمة الأخلاقية انحدرت بشكل مخيف في الفترة الأخيرة على كافة المستويات بما أن الفن ذاكرة الشعوب شاهدوا ما يحدث ألان علي الساحة الفنية والإعلامية من انفلات غير مسبوق وساهم في ذلك بشكل كبير سلباً” السوسيال ميديا”الغول الذي التهم الأخلاق وغيب العقول وضل الكبير والصغير ، اختفت مشاهد الجمال من حياتنا جميعا ولن تعود قبل أن نعود إلى أنفسنا أولا.
وفي النهاية أقول أن التجارب الحياتية تحتاج منا جميعا إلى وقفات وضبط بين الحين والأخر ومع كل المغانم والخسائر التي مرت معي في قرابة النصف قرن يبقى شيء واحد أعول على النجاح فيه وهو العلاقة بيني وبين وربي التي قصرت فيها كثيرا لأنها هي المغانم الحقيقية التي تستحق أن يفرح بها الإنسان …”اللهم أرزقني الخير في القادم وأغفر لي ما مضي “.