البديني: الإرهاب لم ولن ينتهي لأنه جريمة.. والاستنفار الأمني وترشيد ساعات العمل للضباط أفضل الحلول
نور الدين: الحادث متوقع لاستغلال الإرهابيين حالات الاسترخاء والثقة لدى الضباط.. وأفراد خلية قنا وراءه
توقع خبراء أمنيون وقوع حادث إرهابي عقب زيارة البابا وتأمينها بشكل جيد من قبل القوات الشرطية واعتبار الحادث تأكيدا على وجود الإرهابيين، مشيرين إلى أن كثرة الأهداف الشرطية على مستوى الجمهورية يساعد على استهدافهم، مطالبين بضرورة وجود حالات استنفار أمني دائم وتعاون شعبي مع الشرطة وعودة المحاكمات العسكرية لمقاضاة الإرهابيين.
قال اللواء عبدالله الوتيدي، مساعد وزير الداخلية الأسبق والخبير الأمني، إن الإرهاب والإرهابيين يتسمون بالغدر والخيانة مشيرا إلى أن الجماعات الإرهابية دائما ما تتحسس حالات الهدوء الأمني وخاصة بعد النجاحات التي يحققها رجال الأمن في تأمين الزيارات والمراسم المهمة لتنفيذ جريمتهم ومباغة بعض رجال الشرطة أو تنفيذ جريمة إرهابية بمكان حيوي، وهو ما حدث في الهجوم على الكمين الأمني بالقاهرة.
وأوضح الوتيدي أن زيارة بابا الفاتيكان لمصر ومرورها بشكل رائع من ناحية الأداء الأمني والذي أداه رجال الشرطة على أعلى مستوى شهد له العالم أجمع، وقد يكون أصاب بعض رجال الشرطة الهدوء الداخلي بعدم وجود إرهاب وقضائهم على معاقله بعد تأمين الزيارة بشكل عال، فانتهز الإرهابيون تلك الفرصة وبدأو في رصد الكمين الأمني واستهدفوه.
ورأى الوتيدي أن الإرهابيين رصدوا الكمين الأمني منذ فترة ويتضح من الهجوم أن الكمين كان يعتاد المرور على تلك المنطقة ويتوقف بأماكن معلومة أو وجود دورانات تجبره على تهدئة السرعة وهي التي استغلها الإرهابيون في تنفيذ الحادث الأليم والفتك بأفراد الكمين، مشيرا إلى أن الأفراد لو كانوا في حالة يقظة تامه لجابهوا الإرهابيين وقضوا عليهم.
وأضاف الوتيدي أن الإرهابيين المنفذين لتلك العمليات عبارة عن خلايا عنقودية كامنة تنشط في حالات الاطمئنان الأمني والهدوء وتعيد ترتيب أوضاعها وتبدأ بمهاجمة رجال الشرطة، وذلك بعد القضاء على أغلب قيادات الإرهاب سواء بالقتل أو القبض عليهم ومحاكمتهم بالسجون.
وأشار الوتيدي إلى أنه لابد أن نعلم أن الإرهاب لن ولم ينتهي لأن الإرهاب جريمة والجريمة لا تنتهي على مر الزمان، مضيفا أنه على رجال الشرطة أن يعلنوا حالة الاستنفار الأمني بشكل كامل واليقظة الدائمة في الكمائن المتحركة والثابتة وخلال الخدمات الأمنية لمواجهة أي عمليات إرهاب محتملة.
وتابع الوتيدي أن هناك معادلة لابد من تحقيقها لتحقيق أداء أمني وهدوء على أرض الواقع بشكل كامل وهي الترشيد من ساعات العمل للأفراد لمنحهم اللياقة البدنية الكاملة والوعي واليقظة الدائمة واستخدام الضربات الاستباقية عن طريق جهاز المعلومات الأمني، لاستئصال الإرهاب من جذوره فضلا عن دورات تدريبية مستمرة للضباط والأفراد، ووجود قوة تحقيق الاشتباه لدى الضباط المعنيين بالمرور أو الخدمات الثابتة، وتوفير التقنيات الحديثة.
وناشد الخبير الأمني المواطنين بالإبلاغ عن أي حالات اشتباه أو شك في مستأجري الشقق غير المعروفين بالأماكن الحيوية أو الإبلاغ عن زيارات متطرفين فكريا لمساعدة رجال الشرطة في مواجهة الإرهاب.
وأكد الوتيدي أنه لا يمكن اختزال الأداء الأمني في حادث إرهابي لأنه أمر يتكرر بكافة دول العالم، مضيفا أن الشرطة المصرية في العهد الحالي بقيادة اللواء مجدي عبدالغفار، وزير الداخلية حقق العديد من النتائج الإيجابية العالية، كما أن مديرية أمن القاهرة في المقدمة التي حققت نتائج إيجابية عالية ويشهد للواء خالد عبدالعال، مدير أمن القاهرة، واللواء محمد منصور، مدير المباحث أنهم من أكفأ قيادات الداخلية.
وأكد اللواء محمد نورالدين، الخبير الأمني، أن الهجوم الإرهابي كان متوقعا بعد زيارة البابا والتأمين المبهر للقوات الأمنية خلاله، مشيرا إلى أن التاريخ مع الجماعات الإرهابية سطر عدم قدرت تلك الجماعات على مواجهة الشرطة خلال فترات الاستنفار الأمني الكامل وإنما يحدث ذلك بعد حالات الاسترخاء والثقة للضباط في عمليات التأمين.
وأضاف نور الدين أن الجهاز الشرطي كان يتوقع حدوث عملية إرهابية بعد زيارة البابا ونجاحها بيومين أو ثلاثة إلا أن كثرة الأهداف أمام الإرهاب على مستوى الجمهورية من ضباط شرطة ورجال مرور يساعد تلك الجماعات الغادرة في إصابة أهدافها وغالبا ما يلجأون لأهداف في أماكن بعيدة وجبلية لسهولة هروبهم وهو ما حدث بالمنطقة القريبة من المناطق الجبلية بالقاهرة.
وأكد الخبير الأمني أن وراء العملية الإرهابية الـ9 أفراد التابعين للخلية الإرهابية التي نفذت عمليات تفجير كنيستي طنطا والإسكندرية والتي رصدتهم القوات الأمنية ورصدت مكافأة نصف مليون جنيه للإبلاغ عنهم، مشيرا إلى أن هؤلاء الإرهابيين في حالة زعر من تعرضهم للإعدام فسيقدمون على عمليات إرهابية أكثر خلال الفترة المقبلة حتى يتم القبض عليهم، مطالبا بمحاكمات عسكرية للمتهمين الإرهابيين