منذ انطلاق بطولة أمم أفريقيا التي أسدل عليها الستار أمس لم اكتب تحليل واحد حول أداء منتخب مصر أو مستوي البطولة بشكل عام وكانت كتاباتي محصورة في التغطية الإخبارية للأحداث فقط فأداء منتخب مصر منذ أول لقاء مع مالي كان مخيب للآمال وعلى الرغم من تصدر المجموعة الرابعة والوصول للدور الثمانية لم نكن الأفضل داخل المستطيل الأخضر ،إذ وقف الحظ بجانب المنتخب في كل المناسبات، فلعب المغرب وتسيد اللقاء وفازت مصر والأمر نفسه تكرر مع بوركينا فاسو في قبل النهائي ،فكانت المعطيات تدل على النتائج كما تدل الأقدام على المسير ،واعتقد أن العاقل يدرك تماما أن منتخب مصر لا يستحق الوصول إلى النهائي أو تجاوز دور الثمانية ،وان الفروق الفردية لبعض لاعبي المنتخب مع تألق عصام الحضري كان سبب مباشر في تجاوز كل العقبات.
كوبر أسوء من درب منتخب مصر في تاريخه فهو لم يستطيع أن يقدم نفسه رغم نتائجه الجيدة التي حققها في اللقاءات الرسمية مع المنتخب في تصفيات كاس العالم وبطولة أمم إفريقيا ،بداية من اختياراته وانتهاء بخططه داخل المستطيل الأخضر ،واعتقد انه سبب في سوء أداء المنتخب على مدار البطولة ،مع أن منتخب الكاميرون الحالي اضعف بكثير من السنغال وبوركينا فاسو والمغرب والجزائر وساحل العاج وحتى نيجيريا التي لم تتأهل إلا انه وصل إلى النهائي وحصد اللقب على حساب منتخبا في لقاء اخطأ فيه كوبر في التشكيل والتوظيف الصحيح للاعبين .
لفت انتباهي وأنا أشاهد اللقاء على أحد مقاهي (القاهرة ) وجود طفل صغير لم يتجاوز العشر سنيين بجواري وكان في حالة غضب شديد من إدارة كوبر للقاء وتحدث عن خروج تريزجية والدفع برمضان صبحي وقال هذا الطفل أن كوبر اخطأ فكان علية أن يخرج عمرو وردة ويلعب بصلاح مهاجم صريح ويدفع بصبحي في مكانة ودلل الطفل علي كلامه قائلا (وردة لم يلمس الكرة من حوالي 16 دقيقة ) ،لهذه الدرجة أصبحت ثقافة الأطفال في كرة القدم عالية ،واعتقد أن اغلب المشاهدين من المشجعين لديهم رؤية أفضل من كوبر وجهازه الذي فشل فشلاً زريعاً في تجهيز اللاعبين بدنيا فكان لاعبي المنتخب المصري الأقل بدنيا والأكثر إصابة من بين كل المنتخبات .
ولذلك أقول على اتحاد الكرة إعادة النظر في الجهاز الفني للمنتخب المصري فمستوي الفريق الذي ظهر في أمم إفريقيا لن يستطيع أن يواصل مشوار تصفيات كاس العالم وان كان متصدر حتى ألان فالطريق لا يزال به محطات خطرة ونتيجة مباراة واحدة قد تعيد الحياة لدي المتنافسين .
وفي لنهاية أقول التاريخ لا يعرف سوى البطل والسجلات لا يؤيد فيها إلا البطولات خسرنا الكأس نعم ومع ذلك ظهرت لنا الأخطاء وأدركنا أننا لسنا الأفضل فهناك لاعبون يستحقون البقاء في قوام المنتخب الذي نحلم به وعلى الآخرين الرحيل ،فالحضري أسطورة وان كان يسأل عن هدفي الكاميرون ومع ذلك لابد أن يكرم ويظل في المنتخب بالنسبة للنني وصلاح وطارق حامد وتريزجية وجبر هم الأفضل ونواة لمنتخب حقيقي بالإضافة إلى كهرباء الذي غاب فغاب الفارق الذي طالما صنعة في اللحظات الحرجة .