ذات يوم، وبينماهي جالسهََ أمام مرآتها كعادتها كل صباح ترمم ماأفسده الزمن فيها……
شردت بعيدا بعيدا وخيم علي مخيلتها صورته وهو يبتسم لها{ابتسامته الحانيه العبثيه} التي تخفي ورائها كثيرا من الغموض والذي لاتستطيع تفسيره بأي حال ، ذلك هو صاحب القلب الحاني و الباكي والجرح النافذ والعشق المحموم،والاراده الحديديه والعقل الرشيد… النجم الساطع والمتخفي بعبائه درويش القادم من ازمنه المنحل.. وبدون أي مقدمات وجدت نفسها تصيح فيه بقوه ويعلو صوتها صارخا وهي تسائله بحده { وكانما هو واقف أمامها}…
من انت أيهاالعابث بمقاليد قلبي وعقلي؟!
ولماأنت بلذات؟!
وكيف استطعت أن تحطم جدران قلبي الصخريه
وتذيبها وتنفذ إلي حشا روحي بتلك الصوره الغريبه المفزعه المُلحه!!؟ من انت؟!’!
وأناالمرأهُ التي تربعت علي عرش القوه…،
وكانت تنظر للحب من عليِّ
وتري الرجال لافواصل بينهم إلا لون معاطفهم…..
كيف جعلتني.. أضعفَ من هرهِ سيامي..!! تعشق سيدها وتنتظره علي مخدع الصبر حتي وإن طال الغياب أوافتقر اللقاء!! بكل هذاالشغف، وهي التي لم تره إلأ حلما….
وكأنما عاشرها رِدحاََ من زمن!!’؟…
وأحست برجفهِ شديده تجتاح جسدها وبقشعريره مؤلمهِ كمن مسه مس من شيطان وبغصهِ مريرهِ بحلقها، ودموع تنساب مخنوقه داخلها كدموع طفل يعاتب امه حين عقاب، وبروده تفوق بروده ديسمبر وكأنما قد صُلِّبت أطرافها ،
ووجدت نفسها تجهش بلبكاء حتي أيقظَ صوتُ قلبها الذبيح ذكرياتها الناعسه فيها، ورجعت بلذاكره لسنوات متأخره، كانت فيها ناعمه تذوب من لمسه ود، أوكلمه غزل أو إطراء،
وهي كانت لم تزل عود اخضر زكي الرائحه، وقتها كان شأنُها شأن كل الفتيات تحلم بلفارس الذي تَمْتطي جواده وتحلق معه بسحبِ الأماني والاحلأم..
لم تكن تعلم أن عيون الأقدار ترصد كل ابتسامات الروض وتقوضها، لو علمت لكانت أخفت فرحتها وأمانيها بحنايا الصدر وبين ألأضلع، ولكنها كانت كزهره بريه لاتعرف إلا النور ، أحبت لأول مره بحياتها قريب لها ورغم
الفارق الاجتماعي الواضح بينهما. كانت هي من اسره ميسوره الحال ذات طابع ثقافي راقي وكان هو من اسره بسيطه متواضعه الثقافه لاتعبأ الا بلقمه العيش فقط…. لم تهتم ولم تلق بال بمعارضه اهلها لتلك العلاقه
الغير متكافئه..
وكانت غارقه بلرومانسيه حتي أنها كانت لا تلقاه إلا مره بلعام ، وارتدت ثوبَ الصبر والوفاءِ مبكراََ وظلت سنواتَ تمارسُ العشق علي رائحه عناق عطره وصوت فيروز الذي يحمل رسائله اليها وهي جالسه أمام البحر وقت الغروب، لوحه عشق رُسمت بأنامل البراءه والطبيعه معا،…وبدون سابق إنذار استيقظت ذات يوم علي خبر خِطْبته لإبنه عمه التي تقطن احدي الدول الأجنبيه، كانت تكبره بسنوات، لم تكن جميله بلقدر الأخاذ لكنه كان كثيراا ما يشعر بلنقص بين قرنائه
ويتطلع الي الثراء السريع
متمردا علي عاداته وقيمه وبلدته، كان حلم حياته السفر ورأي بتلك الزيجه ضالته المنشوده التي مافتئ يبحث عنها، مفتاحه السحري لبوابه أحلامه، الوظيفه والمال والمستقبل والعيش بلاد العجائب،
التي طالما تمناها وحلم بها.
تلك الطعنه غُرست في أحشائها بقوه واستقرت وغدت كبركان لا تهدا ثورته ابدا….
أُجْهِزت عليها الطعنه ، لكنها لم تمت،بل ماتت فيها كل المعاني الجميله والاماني الخضراء وكل أشيائها الحبيبات، بهتت ألألوان بناظريها…. صارت تحياوهي
تحمل معها طوال تلك السنوات العجاف خِنجراًً مسموما نافذََ الطعنه، لم تستطع أن تخرجه من أحشائها، لكنه ظل كلجرس الدقاق الذي يوقظها عند أي كلمه معسوله تُلقي علي مسامعها أوسهم لحظِِ يحاول اختراقها أوالوصول اليها ولو من بعيد…..
وكانت تقول داخلها {مهما قلت أوفعلت من جميل أيهاالرجل، لن تكون إلأ مغرورا كذاب}، {جميعكم معشر الرجال عملهً واحدهً وأن اختلف النقش}، حتي حين بلغت سن لابد فيه أن تتزوج وتنجب قابلت الأمر بكل فتور إرضاءً لأمها المريضه وحصدت عمراً من العيش مع رجل ميت القلب معاق نفسيا فأمات فيها كل ماتبقي منها وعاشت بقيه عمرها زوجه لمعاق… تمرض، ولاتجد من يمرضها….
مرت السنوات وإذا بها تلقاه من خلف تلال الصبر المتوشحه بلسواد……
نورا يخطف الابصار،يشبه ألوان قزح البراقه، فائقه الروعه والجمال بلحظهِ غيم مشرقه نادره الحدوث……..
لايدعواإلي ليله عشق، ولايجري وراء ألأحلام الزائفات، ولا ينطق الا بلسان عارف، ودون أن تدري خلعت حُلتهاالحديديه مُحطِمهَ بكل عطش السنين جراب قلبهاالصخري ورجعت ثانيه تعيش كقطه سيامي لاتحرك ساكن، تقبع تحت سنابك حرفه، تلعق العسل المنساب منها، تشبعها… تدفئها… ترويها.. وهي إمراه القوه التي هزمت أعتي من مر علي القلب من أشباه الرجال ….لكن ألأقدار عاودت فعلتها الاولي معها مره ثانيه بطريقه اخري..جعلت بينها وبينه.. ذكري بقلبه تفوق تلال صبرها علو…
جعلتها، إن اقتربت احترقت، وإن غادرت اختنقت.. ورجعت إمرأه القوه تحيا ثانيه كعصفور أخضر..حط طواعيهً علي فوههِ بركان، يحترق ورائحه الشواء تتعالي سريعاً في الهواء تعلو وتعلو و تنتشر بعيدا بعيدا تجذب اليها كل أنوُف عشاق اللحم المشوي ولا معين.
……………..
بقلم
كارمن رحال