أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أهمية الالتزام بحل الدولتين والمبادرة العربية للسلام وقرارات الشرعية الدولية كأساس لتسوية الصراع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وشدد على دعم مصر لمختلف الجهود الرامية لإحياء عملية السلام واستئناف المفاوضات.
وكان السيسي استقبل اليوم الثلثاء وزيرة خارجية النروج إيني إريكسن سوريدي في حضور وزير الخارجية المصري سامح شكري وسفير النروج لدى القاهرة.
وصرح الناطق باسم الرئاسة السفير بسام راضي بإنه تم تبادل وجهات النظر بشأن آخر تطورات القضية الفلسطينية، فى ضوء الدور التاريخي الذي اضطلعت به النروج في تيسير المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وصولاً إلى اتفاق أوسلو عام 1993، والحاجة الملحة لإعطاء دفعة قوية لإحياء المسار التفاوضي بين الجانبين.
وأشار الناطق إلى تثمين وزيرة خارجية النروج جهود مصر في مكافحة الإرهاب والتطرف، سعياً لإعادة الاستقرار إلى المنطقة واحتواء تداعيات الأزمات. وأضاف الناطق أن الوزيرة أعربت عن تقدير بلادها لما يربطها مع مصر من علاقات تعاون متميزة، مؤكدة تطلع النروج لتعزيز حجم التعاون الاقتصادي بين البلدين، خاصة في ضوء برنامج الإصلاح الاقتصادي الشامل الذي تنفذه الحكومة المصرية، ومؤكدة التزام النروج بأن تكون شريكاً لمصر في التنمية، ومنوهة في هذا السياق إلى اهتمام العديد من الشركات النروجية بالعمل في مصر، وكذلك بتعزيز التعاون الثلاثي بين مصر والنروج في أفريقيا، في ضوء الاهتمام المشترك للجانبين بدعم التنمية في القارة، ورئاسة مصر للاتحاد الأفريقي خلال العام الجاري.
وأكدت وزيرة الخارجية النروجية الأهمية الاستراتيجية التي تتمتع بها مصر بالنسبة الى منطقة الشرق الأوسط وأوروبا، مؤكدة اهتمام النروج بتعزيز التنسيق والتشاور مع مصر إزاء القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وكانت وزيرة الخارجية النروجية أجرت محادثات في القاهرة أمس مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
وصرح الناطق الرسمي باسم الأمين العام للجامعة السفير محمود عفيفي بأن المحادثات تناولت عدداً من القضايا والمواضيع ذات الاهتمام المشترك وسبل تعزيز التعاون العربي-النروجي، وأوضح الناطق أن اللقاءشهد تبادل وجهات النظر حول مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن الوزيرة النرويجية اهتمت بالتعرف على وجه الخصوص على وجهة نظر الأمين العام للجامعة إزاء التطورات الأخيرة للقضية الفلسطينية وسبل استعادة فرص التوصل الى تسوية عادلة ودائمة لها على أساس حل الدولتين.
وأثنى أبو الغيط في هذا الإطار على التزام الحكومة النروجية بدعم حل الدولتين، والعملية السياسية التي تؤدي إليه، وأيضاً مساندتها للشعب الفلسطيني، بخاصة من خلال رئاستها للجنة الموقتة لتنسيق المساعدات للفلسطينيين. وقال الناطق إن أبو الغيط قد حرص على أن يطلع الوزيرة النروجية في هذا الصدد على المشهد بشكل متكامل، مؤكداً أهمية التمسك بدعم أسس تسوية القضية الفلسطينية في مواجهة التصرفات الانفرادية للحكومة الإسرائيلية والضغوط التي تمارسها الإدارة الأميركية، مع ما يستلزمه ذلك من الاستمرار في حشد المواقف الدولية المؤيدة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ولحل الدولتين.
وأشار الناطق إلى أن اللقاء شهد أيضاً التطرق الى نتائج القمة العربية الأوروبية الأولى التي عقدت في شرم الشيخ يومي 24و25 شباط (فبراير) الماضي، حيث اتفقت الوزيرة النروجية مع الأمين العام على أن ما وصل للجانب النروجي حول أعمال القمة يؤكد أنها اتسمت بالأهمية الكبيرة للجانبين العربي والأوروبي وأنها تعطي دفعة استراتيجية للتعاون بين الجانبين.
وأضاف عفيفي أن الأمين العام والوزيرة النرويجية أكدا من ناحية أخرى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين الجامعة العربية والنرويج في مختلف المجالات، واتفقا على أن تشهد الفترة المقبلة التواصل بين الجانبين من أجل الاتفاق على الخطوات التنفيذية اللازمة لتحقيق ذلك.