انطلق اليوم الأحد بمقر الجامعة العربية مؤتمر المشرفين على شئون الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة في دورته العادية الـ102 والذي يستمر لمدة خمس أيام لبحث عدد من التطورات والمستجدات المتعلقة بالقضية الفلسطينية على رأسها تجديد التفويض لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” والاستيطان والقدس.
وجدد السفير خالد راضي مدير إدارة فلسطين بوزار الخارجية – في كلمته الافتتاحية – موقف مصر المؤكد على ضرورة بذل كل الجهود لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وإقامة دولة فلسطين على أراضي 1967 وعاصمتها القدس الشرقية .. مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية تواجه تحديات كبيرة في ظل محاولات إسرائيل للعصف بحل الدولتين.
وقال راضي – الذي ترأس الاجتماع – إن سياسة الأمر الواقع واللجوء للقوة المفرطة فشلت دوماً في تحقيق السلام والاستقرار .. مشيرا إلى أن السلام العادل الآمن هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق الاستقرار لجميع الأطراف .. لافتا في الوقت ذاته إلى المصاعب التي تواجه وكالة “الأونروا” خاصة فيما يتعلق إيجاد مصادر تمويل بديلة.
وأشار إلى أن الوكالة استطاعت التغلب على مشاكل التمويل العام الماضي .. معبرا عن تقديره للدعم الدولي للوكالة..ومشددا على ضرورة إيجاد مصادر تمويل بديلة.
وجدد راضي تأكيد مصر على ضرورة استمرار عمل الوكالة في مناطق عملياتها الخمس وضمان قدرتها على خدمة اللاجئين الفلسطينيين في هذه المناطق..مطالبا بضرورة أن يرفع مؤتمر المشرفين على شئون الفلسطينيين توصيات محددة حول مسألة تجديد ولاية الأونروا المقرر أن يطرح قبل نهاية هذا العام.
وأشار إلى وضع إسرائيل لتشريعات اقتصادية تبيح احتجاز أموال السلطة الفلسطينية(أموال المقاصة وهي أموال الضرائب الفلسطينية التي تجمعها إسرائيل) وهو ما تسبب في زيادة الضغوط الاقتصادية على المواطن الفلسطيني إضافة إلى قيامها الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية والتهجير القسري للشعب الفلسطيني، وغيرها من الممارسات لتقييد الخناق على كافة السبل أمام المواطن الفلسطيني كحرية الحركة والتنقل.
ودعا الأطراف الفلسطينية للعمل على تغليب المصلحة الوطنية العليا لتكون أكثر قدرة على مجابهة التحديات الجسيمة عبر سرعة العمل على استعادة وحدتهم الوطنية والالتفاف حول السلطة الشرعية الفلسطينية..مؤكدا ضرورة التواصل مع المجتمع الدولي الذي يقع عليه مسؤولية تجاه استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه..ومشددا على أن مصر لن تتوانى عن الدفاع عن الشعب الفلسطيني.
قال أحمد أبو هولي رئيس دائرة اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية : إن المشروع الوطني الفلسطيني التحرري يجتاز واحدة من أخطر المراحل في ضوء محاولة التصفية الكبرى التي يتعرض لها .. مشيرا إلى قطع المساعدات المالية الفلسطينية لدولة فلسطين والضغط على منظمة التحرير للقبول بما يطرح.
وأضاف أبو هولي :”إننا نجدد تأكيدنا على موقفنا الثابت الرافض لصفقة القرن ، إن ما يطرح هو عبارة عن تسوية سياسية أمريكية إسرائيلية تقوم على الالتفاف على المبادرة العربية للسلام”..لافتا إلى تعرض مخيم شعفاط لحملة عدوانية محمومة من بلدية القدس (التابعة لإسرائيل) عبر إخطارات الهدم وفرض الضرائب في مسعى لفرض الوصاية على المخيم.
ونبه إلى أن القيادة الفلسطينية تتعرض لحصار مالي في محاولة للضغط على الفلسطينيين للقبول بصفقة القرن..قائلا : “إنه في ضوء ذلك اتخذت القيادة الفلسطينية قرارا بعدم استلام أموال المقاصاة منقوصة (أموال الضرائب الفلسطينية التي تجمعها إسرائيل)”..داعيا إلى ضرورة تفعيل قرار قمة تونس الخاص بتفعيل شبكة الأمان المالية للسلطة الوطنية الفلسطينية.
وطالب بضرورة دعم خطوات القيادة الفلسطينية لعقد مؤتمر سلام متعدد الأطراف بمشاركة الأتحاد الأوروبي، وملاحقة حكومة الاحتلال ومقاضاتها بشأن الأموال والجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني.
من جانبه ..قال الدكتور سعيد أبو علي الأمين العام المساعد للجامعة العربية رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة : إن اجتماع اليوم يأتي في ظل ازدياد التحديات المصيرية التي تواجه القضية الفلسطينية وفي مقدمتها تصاعد العدوان الإسرائيلي بصورة غير مسبوقة على منظومة الحقوق الفلسطينية كافة في ظل انحياز الإدارة الأمريكية لإسرائيل الذي وصل حد التطابق والشراكة في العدوان على الشعب الفلسطيني وحقوقه.
وأشار إلى أن المبعوث الأمريكي دعا الجميع إلى التوقف عن التظاهر بأن الأونروا وقرارات الأمم المتحدة كفيلة وحدها لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ..مؤكداً بذلك محاولات الإدارة الأمريكية إنهاء وتصفية الأونروا بل وإلغاء مرجعيات عملية السلام والأسس التي عبرت عن موقف وإرادة المجتمع الدولي كما القانون والمواثيق الدولية.
وقال : “إن نجاح مؤتمر المانحين الذي عقد في نيويورك بتاريخ 2019/6/25 والذي أسفر عن تبرع 23 دولة مانحة للأونروا بأكثر من 110 ملايين دولار جاء ليؤكد على ثقة المجتمع الدولي في الأونروا وكفاءتها ومواصلة دعمه لها وضرورة استمرارها”..مضيفا : “إن صمود الشعب الفلسطيني ونضاله المشروع سيظل الشعلة التي تضئ الطريق برغم الصعاب”.
وفي نهاية الاجتماع .. نقل السفير خالد راضي رئاسة الاجتماع لوفد فلسطين تكريما من مصر لهم.