انتفضت محافظة دمياط، أطباء وضباط شرطة ومحامين، بعد رؤية فتاة لم تتجاوز العقد الأول من عمرها وقد طالتها أيادي التعذيب ولم تعد تستطيع الوقوف على قدميها، شاحبة الوجه صوتها لا يخلو من الدموع وبجوارها مسن تبين أنه جدها، لا يستطيع الحديث بسبب بكاء حفيدته التي كادت أن ترحل عنه بسبب وصلات التعذيب التي تعرضت لها.
ومن جانبه أعلن المستشار ياسر عبد الفتاح أبوهندية نقيب محامين محافظة دمياط، تضامن النقابة في قضية تعذيب الطفلة “هبة” ذات السنوات الثمانية التي تعرضت للتعذيب وكسر ضلوعها على يد زوجة ابيها بقرية الشعراء بدمياط، حيث ورد في التقرير الطبي للفتاة أن بها كسر أربعة أضلع، ونزيف، وسحجات، وكدمات وضرب مبرح.
ومن جانبه قال ناصر العمري المحامي،: ” أنني أتطوع للدفاع عن حق الطفلة “هبة” وهي أمانة في رقبة وضمير المجتمع”، مؤكدا أن زوجة الأب لن تفلت من العقاب.
وأضاف “العمري” في تصريحات له، أن زوجة الأب، وتدعى دنيا محمد الدسوقي، أنكرت الاتهامات، وأدعت أن الطفلة كانت تكتم فم وليدها البالغ من العمر شهرين، وحاولت التنصل من إصابات الفتاة.
وأكمل “العمري” أن والد الفتاة ويدعي محمد رضا محمود، اعترف أنه تعدى على نجلته بالضرب “قلمين فقط”، وأنه لم يتسبب في أية إصابات بالغة لها، ويعاقب طفلته كما يعاقب أي والد طفلته.
وتابع “العمري” أن مدرسي الفتاة كانوا يلاحظون وجود آثار ضرب مبرح على جسدها، وكانوا يسألونها وكانت تخفي الأسباب خشية من عقاب والدها وزوجته.
ومن جانبها أمرت النيابة انتداب الطبيب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي على الطفلة “هبة” المجني عليها، وبيان ما بها من إصابات وتاريخها وكيفية حدوثها والأداة المستخدمة، على أن يحرر تقريرا طبيا مفصلا، خاصة وأن جدها “رضا محمود” وجه اتهاما مباشرا لابنه وزوجته بتعذيب حفيدته بسبب تنظيف المنزل.
وبسؤال الطفلة تبين أنها اعتدت عليها بسبب أنها لم تنظف المطبخ.
بدأت الواقعة عندما استقبلت مستشفى التخصصي بدمياط، الطفلة في حالة صحية سيئة مع جدها، إثر تعرضها لضرب مبرح، ليكشف عن وحشية زوجة الأب التي تزوجها ابنه، التي جاءت من محافظة كفر الشيخ بعد الانفصال من زوجته الأولى أم الطفلة، التي تركتها وتزوجت بآخر.
وتبين أن أبيها أنجب من زوجته الثانية، وباتت زوجته تعامل الطفلة معاملة الخادمات، وتعتدي عليها بالضرب وتكويها بالنار.
وأضافت الفتاة أن زوجة أبيها كانت توقظها وتجبرها لغسل مخلفات أخيها الصغير من ملابسه الداخلية، “ثم تطلب تشطيب المطبخ وترتيب البيت، وحمل أخي الصغير ومداعبته حتى لا يبكي”، ثم تقوم بتعذيبها بالكي والضرب بالخرطوم والأحذية.
كما تبين أنها يوم الحادث أيقظتها لتنظف المطبخ، وعندما وجدت يدها مجروحة ولا تستطيع العمل أنهالت عليها بالضرب بوحشية، وكسرت أضلعها، حتى سقطت مغشيا عليها.
وتلقى قسم شرطة مركز دمياط، بلاغا من رجل مُسن يفيد بتعذيب حفيدته الطفلة على يد زوجة أبيها، حيث تبين أن الطفلة ابنة لزوجين منفصلين تزوج كلا منهما بعد انفصالهما، وعاشت الطفلة مع زوجة أبيها التي دأبت على التعدي عليها بالضرب وتعذيبها، وقامت بكيها بالنار.
تم نقل الطفلة إلى مستشفى دمياط التخصصي لتلقي العلاج وتحرير تقرير طبي بحالتها، وتم إخطار اللواء إسماعيل حسين مدير أمن دمياط، الذي كلف المقدم محمد سمير رئيس مباحث مركز دمياط، بسرعة القبض على الأب وزوجته.
تم تحرير محضر شرطي بالواقعة، واحتجاز الأب وزوجته، تمهيدا لعرضهما على النيابة العامة للتحقيق معهما بتهمة تعذيب الطفلة.