وبموجب الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس هاري ترومان، قامت الولايات المتحدة بإطلاق السلاح النووي الولد الصغير على مدينة هيروشيما (يوم الاثنين الموافق 6 أغسطس عام 1945 م). ثم تلاها إطلاق قنبلة الرجل البدين على مدينة ناجازاكي في التاسع من شهر أغسطس. وكانت هذه الهجمات هي الوحيدة التي تمت باستخدام الأسلحة النووية في تاريخ الحرب.
انفجرت القنبلة على ارتفاع ٦٠٠ متر فوق مستشفى شيما التي شيدت عام ١٩٣٣، في يوم التفجير، كان مدير المستشفى الدكتور شيما يعالج المرضى بعيداً عن المستشفى ونجا من الموت. تم تدمير المبنى على الفور واختفى تقريبا ٨٠ من المرضى والعاملين بالمستشفى دون أن يتركوا أي آثر ورائهم.
قتلت القنابل ما يصل إلى 140 ألف شخص في هيروشيما، و80 ألف شخص في ناغازاكي بحلول نهاية سنة 1945، حيث مات ما يقرب من نصف هذا الرقم في نفس اليوم الذي تمت فيه التفجيرات. ومن بين هؤلاء، مات 15-20 ٪ متأثرين بالجروح أو بسبب آثار الحروق، والصدمات، والحروق الإشعاعية، يضاعفها الأمراض، وسوء التغذية والتسمم الإشعاعي.
ومنذ ذلك الحين، توفي عدد كبير بسبب سرطان الدم (231 حالة) والسرطانات الصلبة (334 حالة)، تأتي نتيجة التعرض للإشعاعات المنبثقة من القنابل. وكانت معظم الوفيات من المدنيين في المدينتين.
وبعد 6 أيام من تفجير القنبلة على ناغازاكي، في الخامس عشر من أغسطس، أعلنت اليابان استسلامها لقوات الحلفاء، حيث وقعت وثيقة الاستسلام في الثاني من شهر سبتمبر، مما أنهي الحرب في المحيط الهادئ رسمياً، ومن ثم نهاية الحرب العالمية الثانية. كما وقعت ألمانيا وثيقة الاستسلام في السابع من مايو، مما أنهى الحرب في أوروبا. وجعلت التفجيرات اليابان تعتمد المباديء الثلاثة غير النووية بعد الحرب، والتي تمنع الأمة من التسلح النووي.
عن هذا اليوم، يقول الياباني ياماغوتشي تسوتومو، إنه كان في مهمة لمدة 3 أشهر لشركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة في مدينة هيروشيما سنة ١٩٤٥، وينتظر بفارغ الصبر العودة الى زوجته هيساكو وابنهما كاتسوتوشي. وفور ما وصل محطة القطار يوم ٦ أغسطس ١٩٤٥ الساعة ٨:١٥ وعلى بعد ٢ميل من مكانه، لاحظ سحابة ضخمة من النيران الجحيمية تخترق السماء، سببت له عمى مؤقت وصمم تام بأذنه الوسطى وحروق خطيرة جدًا (لدرجة إنها ظلت ١٢ عاما).
بعدها أدرك إنها القنبلة النووية يقول: “لم أكن أعرف ما حدث أعتقد أنني أغمي علي لفترة من الوقت وعندما فتحت عيني، كان كل شيء مظلم” وبعدها قضى ليلة في ملجأ، وعاد إلى بيته ومقر عمله الأساسي في ناغاساكي ولم يتعرف عليه أصدقائه من شدة الحروق التي أصابته، لكنه صمم الذهاب للعمل وبينما كان يحكي لمديره عن الكارثة الخارقة التي حدثت يوم ٩ أغسطس ١٩٤٥ الساعة ١١، سمع صوت تقريبًا هو الوحيد في مدينته الذي استطاع أن يميزه لينظر مرة ثانية من النافذة فوجد سحابة شبيهة للسحابة التي رأها في هيروشيما وكانت القنبلة النووية الثانية، سببت له ضعف كبير جدًا في النظر وصمم كامل وضاعفت الحروق، لكنه ظل على قيد الحياة وتوفي عام ٢٠١٠ عن عمر يناهز ٩٤ عاما بعد أن كرس حياته للتوعية بأخطار أسلحة الدمار الشامل.
استطاعت اليابان بفضل العمل وقوة الإرادة أن تحول هزيمتها في الحرب ودمارها الشامل إلى سيطرة قوية من الناحية الاقتصادية وتعلن عن نيتها تحقيق فائض مالي حتى عام ٢٠٢٠ يصل إلى ٥ تريليون دولار.