سلطت وكالة بلومبرج الأمريكية، الضوء على أداء الأسواق الناشئة خلال شهر أغسطس، مشيرة إلى أنه لم يكن بالشهر الجيد على الأسواق، حيث شهدت معظمها تراجعا كبيرا باستثناءات قليلة.
وأشارت الوكالة إلى أن هناك 12 دولة نجحت في الخروج من “كابوس أغسطس”، باتباع سياسات نقدية لمواجهة هذه المخاطر، وعلى رأسها مصر، والتي قررت خفض أسعار الفائدة 150 نقطة، إلى جانب إندونيسيا، سريلانكا، بيرو والمكسيك.
وأكدت الوكالة الأمريكية – في وقت سابق- أن مصر سجلت أعلى وأسرع معدلات نمو بين الأسواق الناشئة، ولم تتأثر بما حدث من تباطؤ للنمو في أغسطس، لافتة إلى أن الجنيه شهد ارتفاعًا كبيرًا للمرة الأولى منذ تحرير سعر صرف الجنيه، كما سجل التضخم أدنى مستوى له منذ 5 سنوات.
وتوقعت الوكالة، أن يخفض البنك المركزي المصري أسعار الفائدة مرة أخرى في الأجل القريب، دون أن يكون له أي تأثير سلبي على المستثمرين.
وأضافت الوكالة، أن اليوان الصيني وصل لأدنى مستوى له أمام الدولار منذ 10 سنوات.
وأشارت إلى أن عملات الأسواق الناشئة تأثرت بالوضع العام وسجلت أسوأ أداء لها خلال نفس الشهر، حيث أدى تراجع الأسهم في الأسواق لخسارتها نحو 873 مليار دولار من قيمتها السوقية، في ظل استمرار الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية.
من ناحيته، توقع خبير الصرف الأجنبي، بريندان ماكينا، في “ويلز فيرجو سيكيورتيس إل إل سي” بنيويورك “سيكون شهر سبتمبر استكمالًا لما كانت عليه الأسواق في أغسطس، حيث وضعت الصين خططها للانتقام من الولايات المتحدة، لذا ستتفاجئ الأسواق بتدابير مضادة أكثر عدوانية”.
وأوضحت الوكالة، أن أزمة الشهر الحقيقية بدأت في اليوم الأخير من شهر يوليو، عندما أعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خفض أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ 10 سنوات، وعلى الرغم من أن القرار لم يكن مفاجئًا، إلا أن كافة الأصول ذات المخاطر العالمية تراجعت وارتفع سعر صرف الدولار وهبوط عملات الأسواق الناشئة في أكبر انخفاض لها منذ شهر مايو وقد تصل لأدنى مستوى لها منذ شهر نوفمبر الماضي.
وأوضحت أنه بالنسبة لتركيا فقد أوقفت الليرة مكاسبها التي استمرت قرابة الثلاثة أشهر وخسرت أكثر من 4% من قيمتها، ولم تستطع الاستمرار في برنامج التعافي من الركود، وخفض الاقتصاديون توقعات النمو الاقتصادي في تركيا إلى 2.1% خلال عام 2020، وهو أقل من نصف التقديرات التي وضعوها في شهر يونيو من العام الماضي.