يقول اساتذة الاعلام الذين تتلمذنا على يديهم ان الحكومة اى حكومة فى اى دولة اذا سيطرت على وسائل الإعلام سوف يؤدى ذلك إلى انصراف نسبة كبيرة من الجمهور عن متابعتها، فالإعلام ينشط ويجذب الجمهور عندما يتحدث عن الموضوعات الهامة والمشكلات التي يعاني منها المواطن، أما الاعلام الحكومي فيقوم بالتعتيم على أي مشكلات فيصبح المحتوى لا قيمة له، وبالتالي ينصرف المواطن عن متابعته ويتجه إلى وسائل إعلام أخرى تتحدث عن الموضوعات التي تهمه وما أكثر هذه الوسائل الاعلامية فى ظل الاقمار الصناعية والسموات المفتوحة وانتشار الفضائيات الى جانب الاعلام الجديد المتمثل فى السوشيال ميديا.
ولعل المتابع لصفحات التواصل الاجتماعى يستشعر ان تأثيرها فى الرأي العام المصرى فاق بكثير الهيئة الوطنية للإعلام ( اتحاد الاذاعة والتلفزيون سابقا ) والذى تجاوزت ديونه 45 مليار جنيه.
أزمه اخرى تواجه الاعلام المصرى وهى تشابه محتوى جميع وسائل الإعلام إلى حد التطابق، وعدم وجود أي خطاب نقدي وبالتالي سيستمر انصراف الجمهور عن متابعة الإعلام المصري، والاعتماد على مصادر معلومات أخرى تقدم خطابا نقديا.
ومطلوب في أي نظام سياسي ان ينأى بنفسه عن الشمولية وعبادة الفرد، وهي قناعات لدى الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي تصدى بحزم في احتفالات عيد العمال عام 2015 لهتافات وادعاءات تحاول تنصيبه فرعوناً جديداً، فقد قال بحزم: إحنا جايين نحتفل بيكم ومعاكم، واللي رجّع كرامة مصر هو أنتم وكل الشعب المصري وليس أنا وأضاف: أنا لا قائد ولا زعيم ، أنا واحد منكم.. وهنا هتف أحد قيادات العمال، قائلاً: ده تواضع، فرد الرئيس، ليس تواضعاً.. ويا ريت الصدق يوصللكم، أنا مش هافرح بأي حاجة تانية، وربنا شاهد على هذا الكلام.
ومع ذلك فهناك في الإعلام مؤيدون للرئيس السيسى، يتجاهلون ذلك ويعاودون لعبة النفاق التي أجادوها، وهي صناعة الفرعون ويهاجمون بعنف أي محاولة لانتقاد أداء الرئيس أو حتى مطالبته بطرح رؤية أو تصور للعمل الوطني يركز على محاربة الفساد وإصلاح أجهزة الدولة.
اننا بحاجه الى اعلام مهنى وموضوعى يستطيع ان ينول رضا واحترام الجمهور فى نفس الوقت، ونحن احوج الى هذا الاعلام فى ظل الظروف الراهنة وفى ظل الحرب الاعلامية الشرسة التى توجه سهامها نحو قلب مصر ونحو مؤسساتها الوطنية العريقة، اننا بحاجه الى اعلام قادر ان يرد على الشائعات والاكاذيب ويعرض الحقائق بمنتهى الموضوعية بعيدا عن النفاق الذى أضر بالجميع.
عزيزى المواطن المصرى الاصيل ان دولتنا مستهدفه من دول واجهزة مخابرات تسعى الى نشر الفوضى فى وطننا الغالى وتسعى الى الوقيعة بين الشعب ومؤسساته، وعلينا جميعا ان نتفهم ذلك مهما كانت التحديات والصعوبات، تعالوا نعاهد الله على الحفاظ على امن وسلامة الوطن والاصطفاف الوطنى ضد اى دعوات للهدم وللخراب التى يروج لها اعداء الوطن فى الخارج