نشر موقع “أوبن ديمقراسي” البريطاني، تقريرًا عن تركيا الجديدة، مع طرح تساؤلات حول إمكانية وجود تركيا جديدة خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وقال التقرير إن الواقع يشير إلى أن حزب العدالة والتنمية والرئيس رجب طيب أردوغان أصبحا غير قادرين على حكم تركيا بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية بصورة غير مسبوقة والفساد الذي تفشى في الحكومة التركية وزيادة هوية الدولة الإسلامية المتطرفة التي يدعمها أردوغان بقوة.
وأضاف أن أردوغان كافح بقوة حتى يفوز في الانتخابات التي جرت خلال شهر يونيو من عام 2018، وفاز بفارق ضئيل للغاية عن أقرب منافسيه، وفي ظل الأزمة الاقتصادية المشتعلة والخسائر التقنية الكبيرة للحزب الحاكم خلال الانتخابات المحلية التي جرت في وقت سابق من العام الجاري، كل هذه دلائل تشير إلى قرب نهاية سقوط دولة أردوغان بنظامها القمعي الموجه.
وأشار إلى أن الأزمات المتتالية أفسحت المجال أمام إمكانية إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، في ظل بداية تكون بعض الأحزاب، خصوصًا وأن أردوغان وحكومته لم يعودوا قادرين على الاستجابة لاحتياجات تركيا.
وأوضح أن أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول يعتبر من أقوى المرشحين المهددين لعرش أردوغان، ثم يأتي بعده وزير الاقتصاد السابق والمنشق عن الحزب الحاكم علي باباجان وأخيرًا رئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو.
وأكد التقرير أن إمام أوغلو يعد المرشح الأكثر شعبية، فهو شاب مثابر ومنفتح وأكبر مميزاته أنه يرأس أكبر وأهم مدينة في تركيا، لقد أقام علاقات مع مختلف الفصائل الاجتماعية- ليس أقلها كونهم أكرادا وعلويين- وحصل على شعبية ذات مغزى من خلال الاستخدام الفعال لوسائل الإعلام الاجتماعية.
وتابع أن باباجان يعد أيضًا من أقوى المرشحين، فمن المتوقع أن يخرج حزبه الجديد للنور قبل بداية عام 2020، وتكمن أعظم مزاياه في أنه رجل اقتصادي بجدارة وقاد الطفرة الاقتصادية التركية التي حدثت في بدايات عهد أردوغان، كما أنه قادر على كسر كتلة كبيرة من أصوات الحزب الحاكم.
وأشار إلى أن المرشح الثالث هو داوود أوغلوا، وقد يكون أضعفهم، إلا أنه يصارع من أجل البقاء، فهو لديه قدرة على تجميع الجماعات الإسلامية المعتدلة، ولديه خبرة كبيرة بسبب عمله كرئيس للوزراء لفترات طويلة، إلا أنه لا يبدو قادرًا على هزيمة أردوغان، ولكنه قادر على زلزلة عرشه وتفتيت أصوات الحزب الحاكم.
وأكد التقرير أن هذا هو الوقت المناسب لتوجيه ضربة جديدة للنظام التركي، فعلى الرغم أن خصوم أردوغان المحتملين قد لا يرون قدرتهم على تدمير سلطة أردوغان بشكل نشط وأيديولوجي دون السعي لتركيا جديدة تمامًا أو حتى العمل من أجل تحقيق هذا الهدف، فإن ظروف تركيا الحالية وبقية العالم مهيأة للتغيير.