في الماضي كنا نتعامل بشرف حتى في (الخصومة ) والثأر واليوم أصبحنا معظمنا لا يعرف عن الشرف شيء ،فمثلا كانت جرائم الثأر لا تحسب إلا إذا أخذت بشرف ،فلا يصح أن تقتل خصمك وهو مريض ولا يصح أن تقتله في جنازة أو عزاء أو فرح أو بصحبة طفل صغير أو امرأة أو بصحبة ضيف أو أشخاص من غير أقاربه .
أيضا لا يصح أن تقتل خصمك من ظهره ،فهذا الشرف كان حماية للمجتمعات من الفوضى والعنف والعشوائية ،واليوم أصابت العشوائية كل شيء ونهج المتطرفون المتأسلمين سلوك بعيد عن الدين القويم والعرف الاجتماعي، وبعد أن بعد عنهم الشرف وتخلت عنهم الرجولة وتاجروا باسم الدين ،ولدت العمليات الانتحارية التي لا يقرها العرف ويحرمها الإسلام ،فهؤلاء الجبناء الذين لا يعرفون الشرف ويهربون من المواجهة وقس على ذلك أمورا كثيرة في الحياة .
عندما تتعامل مع العدو تحلى بالشرف وتخلى عن الغدر والخيانة وواجه عدوك ،واعتقد أن الجبناء وعديمي الشرف والأخلاق أصبحت لهم منابر قوية ومتنفس كبير مثل الفيس بوك (العالم الافتراضي ) غيره من منابر الخبثاء والجبناء فلا تنزعج عندما يرميك هؤلاء الجبناء بالتهم أو يحرضون عليك ويشاركهم معدومي الأخلاق والشرف .
أن ما يحدث في الفضائيات العربية وبرامج (التوك شو ) من تلاسن وخروج عن المألوف وخصوصا القنوات التي تهاجم المسؤولين في مصر هم نموذجا لانعدام الشرف فى الخصومة، أصبحت جميعها من فصيلة (العوالم ) تفعل ما يحلو لها، وتقول ما تظن أنه يحقق مصالحها، أو يضعف خصمها، بغض النظر عن أي إطار أخلاقي أو قيمي، وبغض النظر عن أبسط القيم كالصدق، وأمانة النقل، ومراعاة حرمة الأشخاص وخصوصيتهم.