للفنون دورٌ كبير في تكوين شخصيّة كُلٍّ مِنّا وتبلورها والارتقاء في التعامل على الصعيد الشخصي والاجتماعيّ ومما لا شك فيه أن التربية من خلال الفن يمكن ان تساعد الفرد كثيرا فى توثيق صلته بمجتمعه وبيئته وتنمي معلوماته ومهاراته واتجاهاته وتعمق رؤيته الفنية والجمالية المرتبطة بالمجتمع المحيط ومساعدته علي اكتشاف ذاته ومواهبه وتنميتها لا احد ينكر دور المؤسسات الاعلامية بما لها من اثر فى نشر الفن والجمال من خلال برامجها ودورها الذي يمكن ان يكون ايجابي لما لها من اثر فعال فى نشر الوعي الثقافي والفني بين افراد المجتمع وغيرها من المؤسسات المختلفة التي تستطيع ان تسهم في تكوين والارتقاء بالذوق العام للمجتمع والعمل على تشجيع القوى الابتكارية الخلاقة لدى افراده .
فمن الممكن ان يوجه الفن من خلال المؤسسات توجيها اجتماعيا ليكون احد ادوات البناء الفعاله والسريعة ليعيد تشكيل الحياة من الناحية الجمالية فيجعلها ارقى وافضل وحيث ان الفنون لاتتعارض مع الاخلاق طالما كانت تهدف إلى خدمة الانسان ووجوده اسعاده وتمارس في اطار من القيم والمبادئ اري انه لابد من تأسيس قاعدة من الفن الواعي الملتزم فن يحي البطولات والقيم العربية الأصيلة فن يحي اخلاقنا الاسلامية وذلك لا يتم الا من خلال وضع برامج ومناهج واعداد دروس في الفن تخاطب جميع المراحل الدراسية ان اخلاق ابنائنا اليوم بحاجة إلى ايجاد وسائل لتهذيبها وصقلها ليس فقط بالمواعظ والتعاليم والتهديد والترهيب والتخويف وانما بطرق انسانية اكثر اشراقا وتفتحا وحبا ومواكبة لهذا العصر.
لولا تأثير الفن المباشر فى سلوك الانسان لما لجأت اليه قوى الشر لتشويه القيم فى المجتمعات المستهدفة .. فوجدنا قبل الثورة بأعوام هجمة شرسة من افلام السينما و الدراما تستهدف كل ما هو أصيل فى مجتمعنا لتدمره .. و وجدنا ايضا الوان من الاغانى الهابطة فى الكلمات و الموسيقى المزعجة مما اطلقوا عليها أغانى التوك توك .. بالاضافة الى شخصيات سلبية عدوانية وضعت فى براويز شيقة لتكون قدوة للشباب .. و كل هذا فى منظومة لهدم القيم.