من عروس الماء وجميلة الحكماء “مدينة الأسكندرية” كما وصفها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى بداية كلمته التى ألقاها فى أثناء إفتتاحته للمؤتمر الوطنى الرابع للشباب يوم الإثنين الماضى, وقد راق لى كثيرا وصف سيادته لمدينى – التى كم تمنيت أن تعود يوما – ب”جميلة الحكماء”, فبالنسبة لى ظنى دائما أن فى الحكمة يكمن الجمال كله كما ينبغى أن يكون, ربما لأن الحكمة تجعل للجمال بعدحقيقى وعمق آخر يكمن فيما وراء الشكل الخارجى الظاهر لنا.
كما سعدت كثيرا أيضا بانعقاد هذا المؤتمر الآخير ب “بمكتبة الأسكندرية” والتى تقع بالقرب من منزلى – ولعلى صادفت حظا حسنا فى ذلك – فإنعقاده فى تلك المكان التاريخى تحديدا به دلالات ورموز تحمل كثيرا من المعانى الحضارية والثقافية وكم أتمنى أن تكون هذه بداية جديدة لربط الماضى بالحاضر, وإستعادة الأسكندرية التى كانت تلقب بعاصمة الجمال والثقافة لمكانتها وعهدها كمنارة تنويرية تشع النور والعلم والحكمة والبهجة والأمل.
ولم يكن مرادى من هذا المقال الحديث فى أمور تتعلق بالسياسة أو الاقتصاد أو غيرهما من الجوانب التى حرص القائمون على المؤتمر بطرحها لما يحقق هدف المؤتمر الرئيسى فى التواصل بين السلطة والشباب ومد جسور التواصل البناء….. حيث وافى تلك الجوانب العديد من الزملاء والأصدقاء سواء بالكتابات فى الصحف أو بالمناقشات التلفزيونية والاذاعية, وأعتقد أننى هنا لن أضيف مزيدا أو جديدا فى هذا الصدد , لذا أحببت أكثر أن أركز بعض الشىء على الجانب الإنسانى والإبداعى حيث رسائل الأمل وبؤر النور الحقيقية التى لا يختلف عليها أحد , برغم كل المعاناة والظروف الصعبة التى مررنا ونمر بها جميعا وعلى كافة المستويات.
فقد بات أكثر ما يسعدنى بل بيهجنى فى حضور مؤتمرات الشباب هو الحفل الختامى، والذى إعتاد فيه سيادة الرئيس أن يكرم عددا من النماذج المصرية الفريدة التى تصنع الحياة من حولنا بجد وهدوء ( وكم أعنى تلك الجملة بكل ما تحمل ), ففى كل مؤتمر يطل علينا فى نهايته عدد من الشخصيات المصرية الناجحة برغم كل الظروف والمحن لتثبت لنا أن مصر لازالت بخير وأنها ولاده كما يقال, وربما يرجع سر سعادتى وفخرى و إعتزازى وكل إحترامى وتقديرى لهذه اللفته المتكررة الرائعة المضون والمغزى أنها تبث طاقة هائلة من الأمل والنور والسرور والتفائل فى وقت عز فيه كل دذك وأصبح العكس هو العادى والطبيعى وغيره هو الإستثناء, ولكن يبقى السبب الأكثر تأثيرا على وهو أن تلك النمادج المصرية العظيمة والتى كانت مجهولة بالنسبة لنا قبل لحظات من مشاهدة فيلما قصيرا يعرض عن كل منها لنا يلخص مثلث النجاح “المعاناة والتحدى والكفاح ” الذى ربما يشتركون فيه جميعا ، إستطاعت كلها أن تخرج من عنق الزجاجة ومن عتمة الظلام فى ظرف عام وخاص أيضا بالغ الصعوبة أحيانا كثيرة والقسوة أحيانا أكثر , لتنير لنا شمعة أمل كم نحن فى أشد الحاجة إليها فى وسط كثيرا من الظلام الذى يحيط بنا.
وقد كان من أجمل ما سمعت تلك الجملة الطويلة بعض الشىء والعميقة كل الشىء على لسان الشاب المصرى الذى يعيش بساق واحدة ، فكم هو بسيط المظهر ولكنه غنى المضمون ، يعيش فى إحدىا المحافظات ، وقرر أن يلف عددا من هذه المحافظات لينقل معاناة ومطالب شباب مثله لم تسنح لهم الفرصة وقد لا تسمح يوما ما بحضور مؤتمرات الشباب ، وهدفه هو إيصال أصواتهم لسيادة الرئيس.
….. إنه “ياسين الزغبى” الذى قال:
(أن عايز أعيش حياتى مش أتفرج عليها من بره…. وأحسن حاجة ان الواحد يشتغل على نفسه عشان لما الفرصة تيجى تلاقيه مستعد).
وربما يكون لنا حديث آخر قريب عن نماذج الأمل وأصحاب السعادة الحقيقيين فى مقال آخر باذن الله.
نقلا من.. جريدة الوفد اليوم