قال الدكتور مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر فى غزة، إن الموقف الأمريكي الجديد من جانب الرئيس دونالد ترامب يعد إنقلابًا على السياسة الأمريكية التقليدية تجاه القضية الفلسطينية والصراع الفلسطيني الإسرائيلي منذ توقيع اتفاق أوسلو، وبالتحديد منذ إطلاق خطة خارطة الطريق عام 2003، والتي تحدثت بشكل واضح وصريح عن قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة ومتماسكة جغرافيًا على حدود عام 1967.
وأضاف أبو سعدة خلال تصريحات تليفزيونية له، أن موقف الرئيس الأمريكي ترامب يضع القضية الفلسطينية أمام تساؤلات كثيرة وكبيرة حول ما العمل مستقبلًا تجاه الموقف الأمريكي والتماهي الأمريكي والإسرائيلي، لافتًا إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعلي مدار 12 عامًا منذ أن وصل إلى السلطة عام 2005 استبعد كل الخيارات السياسية والعسكرية وأبقي على خيار المفاوضات باعتباره خيار استراتيجي للشعب الفلسطيني ولابديل عنه، أما الآن فأسقط نتنياهو وترامب هذا الخيار، وهو ما يستوجب جلوس السلطة الفلسطينية مجتمعة عبر الفصائل المختلفة وأجهزتها ومؤسساتها التي تمثل الشعب الفلسطيني للبحث عن صيغة جديدة.
وأوضح أبو سعدة أن هذه الصيغة الجديدة قد تكون تفعيل المقاومة الشعبية لمواجهة الموقف الإسرائيلي والأمريكي أو عقد قمة عربية بشكل عاجل للمواجهة، لافتًا إلى أن خيار سحب الإعتراف بإسرائيل وحل السلطة الوطنية الفلسطينية وتحميل إسرائيل مسؤولية الإحتلال عن أكثر من 4 مليون فلسطيني فى القدس والضفة، متسائلًا هل تفكر القيادة الفلسطينية في هذا الخيار؟ مستطردًا ” أستبعد أن تذهب لمثل هذا الموضوع لاسيما وأن عباس أعلن أن السلطة قد تفكر فى تجميد التنسيق الأمني، وما بالنا بسحب الإعتراف بإسرائيل وحل السلطة، وأعتقد أن الفصائل مطالبة بالضغط على عباس من أجل صياغة استراتيجية فلسطينية ترتقي للوضع المأساوي الذي وصلت إلية القضية الفلسطينية” .