دعا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، من أثينا الى إعادة بناء أسس أوروبا و”استعادة السيادة والديمقراطية والثقة” ، لا سيما عبر اصلاحات مثل إنشاء برلمان لمنطقة اليورو.
وقال ماكرون – في مؤتمر صحفي عقده مع رئيس وزراء اليونان الكسيس تسيبراس في اليوم الأول من زيارته الرسمية لليونان – ” اليوم السيادة والديمقراطية والثقة في خطر ، وأريد أن نستعيد بشكل جماعي القوة لإعادة تأسيس أوروبا ، وذلك بالبدء في بحث بشكل نقدي ما تم في السنوات الماضية”.
وشدد على ضرورة إجراء إصلاحات مؤسساتية وإستحداث إدارة قوية وموازنة لمنطقة اليورو وتعيين مسؤول تنفيذي وتشكيل برلمان لهذه المنطقة.
وأعرب عن أمله في إنتهاج اُسلوب جديد يتم تحديد خطوطه العريضة قبل نهاية العام وعرضه على الشعوب الأوروبية العام المقبل وطرحه للتشاور لمدة ستة شهور.
وأكد ماكرون أنه سيدافع عن القوائم العابرة للحدود من أجل الإنتخابات الأوروبية ، وأضاف أن تحقيق إندماج أكبر في منطقة اليورو يتطلب إنشاء برلمان لصياغة قواعد المسؤولية الديمقراطية التي ستسند لمتخذي القرار.
وكان ماكرون قد وصل ، برفقة زوجته بريجيت ، إلى أثينا اليوم الخميس ، في زيارة تستمر يومين ، بهدف الترويج للإستثمار الفرنسي في اليونان ودعم تحسن الإقتصاد اليوناني.
وألقى خطابه على تلة مقابلة لمعبد الأكروبول ، حول “المشروع الأوروبي الجديد” الذي يدعو إليه منذ انتخابه في مايو ، والموقع في الهواء الطلق الذي وقف فيه ماكرون يحمل مغزى رمزيا كبيرا ، إذ أن تلة “بنيكس” المكسوة بالأشجار إحتضنت في الماضي اجتماعات “مجلس المواطنين” (إيكليزيا) الذي كان يصوت برفع الأيدي على القوانين في “العصر الذهبي” للديموقراطية في أثينا ، في القرن الخامس قبل المسيح.
ويتفق ماكرون (39 عاما) وتسيبراس (43 عاما) على ضرورة إعطاء دفعة جديدة للإتحاد الأوروبي ، في وقت تراجع تأييد الأوروبيين للتكتل الذي يعتبرونه غير ديموقراطي بما يكفي ، وبعيدا عن مشاغلهم.
ويؤيد ماكرون “أوروبا تحمي مواطنيها” ، وقال ـ في مقابلة أجرتها معه صحيفة “كاثيميريني” اليونانية اليوم ـ ” إذا لم تكن المنافسة عادلة وخاضعة لضوابط بين الدول الأوروبية ، أو بين أوروبا والقوى الخارجية ، تكون جهود الإصلاح بلا جدوى ، وتصبح غير مقبولة في نظر مواطنينا”.
ويدعو الرئيس الفرنسي إلى “أوروبا منفتحة على المستقبل من خلال تطوير استراتيجية رقمية واستثمارية أكثر طموحا”.