يرى الكاتب الروسي أندري فيسيلوف في مقاله المنشور على الموقع الإلكتروني “ريا نوفوستي” بتاريخ 16 فبراير، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يخطط لإنشاء تحالف عسكري جديد في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يمكن اعتباره بمثابة الناتو العربي، وذلك نقلا عن جريدة The Wall Street .
ومن المتوقع أن يضم التحالف العسكري الجديد كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن. وسوف تكون هذه الدول هي العمود الفقري للتحالف، وما تزال المحادثات مستمرة حول إمكانية ضم دول أخرى من المنطقة لهذا التحالف، وكذلك حول النقاط التفصيلية الخاصة به. أما عن العدو المحتمل لهذا التحالف فغالبا ستكون دولة إيران هي المعنية؛ أما دولة إسرائيل فستكون بمثابة الشريك والصديق في المنطقة.
ومثلما هو الحال في الناتو فإن التحالف الجديد سوف يرتكز عمله وفقا لمجموعة محددة من الاتفاقيات، من أهمها اعتبار الهجوم ضد أي دولة من دول التحالف الجديد بمثابة العدوان المباشر على جميع الدول الأخرى الأعضاء. وهو الأمر ذاته الذي يتأكد في نص البند الخامس الشهير في اتفاقية دول شمال الأطلسي “الناتو”، والذي يتضمن مبدأ تحقيق الأمن الجماعي للدول الأعضاء.
ومن المخطط ألا تنضم إسرائيل للتحالف المقترح بشكل مباشر ( حيث يجب الوضع في الاعتبار مجموعة ضخمة من الخلافات بين الدول العربية من جهة وإسرائيل من جهة أخرى؛ وهو ما يستبعد احتمال انضمام إسرائيل) وإنما سوف يكون هناك نوع من التعاون البسيط مع التحالف عبر تبادل المعلومات الاستخباراتية، وهو الأمر ذاته الذي تعد به واشنطن.
ويمكن القول أن الأمر الوحيد المشترك الذي يجمع حقا بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والسلطات المصرية والمملكة السعودية هو كراهية إيران؛ وهو ما سيكون الركيزة الأساسية لإنشاء التحالف. ومن المعروف أن الرئيس الأمريكي كان قد هاجم إيران مؤخرا واصفا إياها “بالدولة الأرهابية”.
وهكذا يمكن القول أن إيران هي العدو الأبعد والهدف الأساسي وراء إقامة التحالف المقترح؛ بينما يعد التكتل العسكري الجديد في الوقت نفسه خطرا مباشرا يوجه لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد. ومن المعروف أن الرئيس الأسد – الذي ينتمي للأقلية العلوية في سوريا – يتلقى دعما عسكريا وسياسيا واقتصاديا من الدولة الإيرانية الشيعية. وعلى هذه الخلفية يكون المسمى الدقيق للتحالف المزمع إنشائه ليس مسمى التحالف العربي؛ وإنما تحالف الدول السنيّة.