كشفت صحيفة “الفايننشال تايمز”، اليوم السبت، عن استدعاء تركيا للطيارين المدنيين لقيادة مقاتلات عسكرية بسبب النقص “الكبير” في عدد طياري القوات الجوية التركية المدربين عقب حملة التطهير التي أطاحت بالعديد من أفرادها.
وأشار التقرير إلى أن مرسوم طوارئ صدر أواخر الشهر الماضي، جعل العشرات من الطيارين السابقين لطائرات مقاتلة يواجهون أمر الاستدعاء الإجباري وإلا سيتم سحب رخص ممارستهم الطيران إذا لم يلبوا دعوة الخدمة في الجيش.
ونقلت الصحيفة عن طيار فى خطوط الطيران التركية، استُدعىَّ العديد من زملائه، قوله “الجميع يتساءل هل تم استدعاؤنا بعد؟، موضحًا مدى صعوبةالموقف بالنسبة لهؤلاء الأشخاص، فهم اشتروا منازل فى اسطنبول، ووجدوا مدارس لأطفالهم، والآن يُطلب منهم المغادرة”.
وأوضحت الصحيفة أن نحو 200 إلى 300 من الطيارين المدنيين ممن عملوا في الخطوط الجوية التركية قد يواجهون أمر الاستدعاء إلى الجيش لسد النقص في طياري القوة الجوية التركية، الذي تسببت به حملة التطهير التي شنها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في الجيش في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة العام الماضي.
وتابعت الصحيفة في تقريرها بأن هذ النقص يثير استياء ليس فقط أنقرة، ولكن أيضا الشركاء في حلف شمال الأطلسي “الناتو” الذين يقومون بتدريبات وعمليات مشتركة مع شركائهم الأتراك.
وأفاد التقرير بأن مسؤولين عسكريين غربيين قدروا عدد الطيارين الذين اعتقلتهم السلطات التركية أو أقالتهم من العمل بنحو 600 طيار عسكري، وهو ما يصل إلى نصف المجموع الكلي للطيارين.
ولفتت الصحيفة إلى أن القوات الجوية التركية كانت من بين الأكثر تأثرا بعد محاولة الانقلاب في يوليو 2016 ، إذ حلق الطيارون المعارضون لأردوغان بطائرات من طراز F-16 لتمشيط شوارع أنقرة وشن ضربات جوية على البرلمان، وبعد فشل محاولة الانقلاب، ألقى القبض على المئات من الطيارين من طراز F-16 و F-4 أو تم طردهم.