حذّر روبرت فيسك الكاتب في صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، بيروت من نيكي هايلي مندوبة الولايات المتحدة الدائمة لدى مجلس الأمن بسبب تصريحاتها “الغبية” والمؤيدة لإسرائيل وجهلها كما رئيسها دونالد ترامب في أمور جنوب لبنان.
وأكد في مقالته في الصحيفة البريطانية، أمس الأول، أنّ الولايات المتحدة تمكّنت في ظل الإدارات السليمة من الوصول مع الشركاء لاتفاقات لوقف النار بين لبنان وإسرائيل، لكن المشكلة الحالية تتمثّل في كون ترامب رجلاً “مجنوناً”، وبأنّ هايلي مُجبرة بسبب هذا الواقع على استخدام مجموعة من التصريحات “المبتذلة” المؤيدة لإسرائيل في مجلس الأمن.
وتطرّق فيسك إلى اللقاء الاستثنائي والغاضب جداً الذي دار بين قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) اللواء الإيرلندي مايكل بيري (60 عاماً) ونائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللواء أفيف كوشافي (54 عاماً) على الحدود الحدود اللبنانية -الإسرائيلية في 8 يونيو الفائت بحضور هايلي.
وبيّن أنّ الإسرائيليين كانو يخططون لأن ينشب خلاف بين بيري وكوشافي ونجحوا في إثارة إعجاب هايلي سريعة التأثر، مشيراً إلى أنّ نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي حذرها أثناء جولتها على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية من “إرهابيي” حزب الله ومن مخابئ الصواريخ السرية في الأراضي الخاضعة لسيطرة الأمم المتحدة وتحدّث معها عن فشل قوات الأمم المتحدة في نزع سلاح “الإرهابيين” في لبنان.
في المقابل، لفت فيسك إلى أنّ الوضع بدا جيداً بالنسبة إلى بيري، الذي يُعد من بين أكثر قادة قوات حفظ السلام خبرة، موضحاً أنّه أكّد لهايلي أنّ الوضع مستقر ولا يحتاج للمزيد من التدخل وأنّ الحدود تشهد إحدى أكثر الفترات سلمية.
وفي هذا السياق، نقل فيسك عن كوشافي شكواه ضد قوات “اليونيفيل” إلى هايلي بغضب، إذ زعم أنّها لا تقوم بواجباتها وتخاف من الدخول إلى القرى الشيعية في جنوب لبنان تحسباً لمواجهة “حزب الله”، ولفت إلى إنّ إسرائيل طلبت أن يعمل عناصر القوة الأممية على نزع سلاح الحزب.
ورفض بيري المزاعم الإسرائيلية، مؤكداً أنّ مسؤولية اليونيفيل تقضي بعملها إلى جانب الجيش اللبناني وحفظها السلام في المنطقة الحدودية وليس قتال حزب الله بالنيابة عن إسرائيل.
وعليه، أكد فيسك أنّه لو اتصفت هايلي بالحكمة لكانت تحققت كم مرة ثبُت فيها أنّ المزاعم الإسرائيلية خاطئة وقرأت بعضاً من الكتب التي بيّنت لها أنّ كل هجوم إسرائيلي على لبنان انتهى بكارثة، لافتاً إلى أنّها هاجمت بيري في غضون 11 أسبوعاً أمام مجلس الأمن واتهمه “لا يفهم ما يدور حوله بشكل محرج” وبأنّه يتخذ موقف الأعمى أمام انتشار الأسلحة غير الشرعية.
واتهم هايلي بأنّها جاهلة في أمور جنوب لبنان وفي صلاحيات اليونيفيل، وأضاف أنّ معلومات ترامب عن لبنان أقل من معلوماتها، إذ ذكّر بتصريحه أمام رئيس الحكومة سعد الحريري بأنّ لبـنان يحـارب “حـزب الله”.
ختاماً، كشف فيسك أنّ فرنسا التي تشارك في “اليونيفيل” بـ10 آلاف جندي تقريباً أعربت للأمم المتحدة عن رضاها سراً ببيري، مشيراً إلى أنّ الأمم المتحدة تشارك باريس الرأي، ومتسائلاً كيف يمكن إقناع هايلي بإنجاز فروضها والتوقف عن الإدلاء بتصريحات مؤيدة لإسرائيل وإغلاق فمها عندما تدور أمامها أحاديث “لاتفهم فيها.